انتخبت قمة الاتحاد الإفريقي، بعد زوال اليوم السبت، محمود علي يوسف من جيبوتي، رئيسا للمفوضية الإفريقية، و هو حدث ساهم فيه المغرب بثقله الإفريقي، فيما ضاعت جهود دبلوماسية الحقيبة التي حاول نظام الكابرانات الكولسة في عملية الانتخاب بمال البترودولار، لكن المغرب و مجموع الدول الإفريقية تفطنت لألاعيب الجار الشرقي و أجهضت أحلامه في ريادة لا يستحقها، ليتم انتخاب وزير خارجية جيبوتي السابق محمود علي يوسف.

وقد حاز رئيس دبلوماسية جيبوتي على 33 صوتا من أصل 49 دولة إفريقية مؤهلة للتصويت.

محمود علي يوسف، أو صديق المغرب، كان قد حضر في دجنبر الماضي في زيارة رسمية حاملا رسالة خطية إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيله.

و تطرق علي يوسف إلى ترشيحه من قبل بلاده لتولي منصب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي خلفا للرئيس موسى محمد فقي ، حيث قال في تصريحات رسمية “جئت أيضا التمس دعم المملكة المغربية لترشيحي”.

وسجل على يوسف بأن التحديات أمام القارة عديدة ومتشعبة، مؤكدا وعيه بحجم المسؤولية، وسعة تطلعات الشعوب والدول الإفريقية، مؤكدا أن جيبوتي تنظر إلى المملكة المغربية كنموذج تنموي يمكن الاستفادة من خبرته”، مبرزا أن المملكة لم تدخر جهدا في الوقوف الى جانب جيبوتي في مسيرتها التنموية، خاصة في مجال التعليم العالي، حيث فتحت جميع أبواب جامعتها للطلبة الجيبوتيين.

وحتى لا ننسى، فإن جيبوتي كانت من أوائل الدول الإفريقية التي فتحت تمثيليات قنصلية لها بالداخلة سنة 2020، ما يعكس عمق علاقات المملكة المغربية مع مجموع الدول الإفريقية، بعدما وضع المغرب نصب أعينه تنمية إفريقيا بإفريقيا.

فوز علي يوسف بمنصب المفوضية الإفريقية، بدعم مغربي  و إفريقي، ليس سوى انتصار كبير للقارة الإفريقية و إرادة شعوبها في اختيار بروفايل إفريقي يعي تحديات القارة و مشاكلها و مؤهلاتها، في مواجهة كولسة و أموال الجار الشرقي، الذي مازال يؤمن بدبلوماسية الحقيبة و الرشوة من أجل المنصب و من أجل البحث عن ريادة و زعامة وهمية و ليس خدمة لتطلعات شعوب القارة السمراء.