المطالب المشروعة لجيل Z وركوب الأطراف الخفية
المطالب المشروعة لجيل Z وركوب الأطراف الخفية
شهدت بلادنا في الأيام الأخيرة موجة احتجاجية وصفتها بعض التحليلات بـ”جيل Z أولادنا من مواليد 1995 إلى 2005 نسبيا رغم أن القاعدة تقول أن جيل Z هم مواليد 97 إلى 2010 “، في إشارة إلى فئة الشباب اليافع الذي فتح عينيه على العالم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتربى على جرعات أكبر من حرية التعبير وسهولة في الولوج إلى المعلومة. هذا الانفتاح جعل هذه الفئة، التي غالبًا تنتمي إلى الطبقة الوسطى ” وهذا كلام آخر ” أكثر وعيًا بحقوقها الاجتماعية وأقدر على استعمال آليات التعبير والاحتجاج السلمي.
وإذا كانت المطالب المرفوعة – من قبيل تحسين أوضاع الصحة والتعليم والخدمات العمومية – قديمة ومشروعة ونعاني منها جميعا سواء في القطاع العام “المفلس ” أو القطاع الخاص ” الانتهازي” ، فإن ما لفت الانتباه في هذه الاحتجاجات لم يكن مضمون المطالب المشروعة طبعا ، بل طبيعة التحركات وتوقيتها ومحاولات الاستغلال والتسييس. وهنا يطرح السؤال الجوهري: هل خرج هذا الجيل طواعيةً للتعبير عن حاجاته، أم أن هناك تحريكًا خفيًا في توقيت حساس، على بعد شهرين من كأس إفريقيا، يستهدف التشويش على أكبر حدث كروي قاري تستعد بلادنا لاحتضانه؟
بعض الشعارات التي رُفعت لم تكن بريئة في توقيتها أو مضمونها. ولعل شعار “مابغيناش كأس العالم، الصحة أولا” يكفي كمثال صارخ، إذ يحتاج المرء إلى قدر استثنائي من السذاجة ليقتنع بأن الأمر مجرد صدفة. فالمزج بين مطلب اجتماعي مشروع وحدث رياضي وطني كبير، في لحظة مشحونة بالرمزية، يدل بالملموس على وجود أطراف تُريد الركوب على موجة شبابية سلمية، وتوجيهها نحو حسابات غير سليمة في نفسها.
لقد جرى تضخيم الغضب عبر منصات التواصل، حيث تحوّل كل شعور بالإحباط أو مظلمة فردية إلى حملة عاطفية جماعية، تصب الزيت على نار احتجاجات الشباب. وتم توظيف الشعارات الرمزية لتأليب النفوس. كما استُغلت الطاقات الشبابية، بحكم ضعف خبرتها السياسية وقلة مناعتها الإعلامية، في الدفع نحو مواقف رمزية لا تفتح أي أفق عملي لحل القضايا المطروحة.
لكن بالمقابل، لا بد من التنويه إلى أن المجتمع المغربي أبان عن وعي استثنائي. فبالرغم من كل محاولات الركوب، ظل الإطار العام سلميًا، ولم تنجح محاولات الانتهازيين و”الركماجيين” في تحريف الاحتجاجات عن مسارها. بل إن هذا الوعي الجماعي، المتمسك بأمن الوطن واستقراره دون أن يتنازل عن مطالبه المشروعة، شكّل الصخرة الصلبة التي تتكسر عليها كل المؤامرات الكيدية، سواء من طرف من فشل في إدارة الشأن العام حين كان على رأس الحكومة، أو من عجز عن الفوز حتى بمقعد في دائرته البلدية، أو من لا شغل لهم سوى التعيش على أي موجة احتجاجية عابرة عبر ميكروفونات غرفهم أو عبر تدوينات أو مقالات مسمومة تحمل ميساجات الحقد على الوطن ورجالات الوطن..
إن التحدي اليوم ليس في مشروعية المطالب – فهي بديهية – بل في كيفية حمايتها من التوظيف الفوضوي والركوب السياسي. وهنا يبرز دور التربية على النقد والتحليل، وتعميق وعي الشباب بخطاب المنصات الرقمية ” ، إلى جانب بلورة مشاريع وطنية حقيقية قادرة على تحويل المطالب إلى إنجازات فعلية ، بدل الاكتفاء بالشعارات.
في هذا السياق، نرى أن الاحتجاجات حملت بعدين متوازيين:
بعد حقيقي وشريف: الشباب يعبر عن مطالب مشروعة، ويختبر أدوات التعبير المدني ويطالب بتحسين الخدمات الأساسية وهذا نحن معه وهذا دورنا ودور قناة الشعب شوف تيفي وكنا وسنظل سباقين لدعمه ومؤازرته .
وبعد مُركّب وخفي :وجود أطراف هنا وهناك تُوظف الاحتجاجات لإثارة الانقسام أو للترويج لأجندة غير مباشرة، مستغلة ضعف الخبرة السياسية لدى الشباب وسذاجتهم الإعلامية..
إن فهم هذا المزيج هو مفتاح قراءة الاحتجاجات بشكل عميق. فالمسألة ليست فقط بين الحكومة والمواطن، بل بين الشباب ووعيهم بالمخاطر والركوب عليهم من قبل جهات معروفة أو مجهولة تسعى لتوجيه الطاقات الشابة لأغراض شخصية أو رمزية.
بهذا المعنى، فإن ما وقع في 27 و28 شتنبر لم يكن مجرد لحظة احتجاجية عابرة، بل كان اختبارًا مزدوجًا: لوعي الشباب بحقوقه، ولوعي المغاربة جميعًا بأولوية حماية أمن الوطن واستقراره، باعتباره الشرط الأول لأي إصلاح اجتماعي أو سياسي مستدام. أما من يحاول استغلال حماس الشباب لاستهداف استقرار وطننا فنقول له ” نوض من النعاس راك تتحلم” وكفى. واصلوا معنا لتعرفوا باقي التفاصيل على المباشر…حنا عاد بدات عندنا الخدمة لأن شوف تيفي لا تعرف الركمجة بل تصنع الحدث…