بنسعيد: إنقاذ المجلس الوطني للصحافة ومسألة المناصفة بين الناشرين تثير إشكالا
الوزير بنسعيد: “هدفنا إنقاذ المجلس الوطني للصحافة”… ومسألة “المناصفة في الناشرين” تثير إشكالاً في التوافق
شهدت لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين جلسة نقاش حامية تمحورت حول مستقبل المجلس الوطني للصحافة وتطوير آليات عمله، وذلك بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد. وقد شكلت التصريحات الصريحة للوزير بخصوص الإكراهات التي تعترض استمرارية المجلس، بالإضافة إلى رد رئيس اللجنة، عبد الرحمان الدريسي، مادة دسمة لبيان الأبعاد الدستورية والأخلاقية لهذا الجسم المهني.
و أكد الوزير بنسعيد، في مداخلاته أمام المستشارين، أن الهاجس الأكبر الذي يوجه عمل الوزارة هو ضمان “استمرار المجلس الوطني للصحافة بالرغم من الإكراهات التي لا يمكن إخفاؤها”. وشدد على أن النقاش المتكرر حول قانون المجلس كان يهدف في الأساس إلى “إنقاذ المجلس الوطني للصحافة”، داعياً الجميع، سواء كانوا مع أو ضد التعديلات المقترحة، إلى المساهمة في هذا المسعى.
وفي سياق متصل، أوضح الوزير أن “المجلس الوطني للصحافة هو المسؤول الأول أخلاقياً ودستورياً على التطور الذي سيشهده مستقبلاً”، وذلك في إطار الشراكة القائمة مع المشرعين.
كما أبرز بنسعيد نقطة خلافية جوهرية أخرت التوافق، تتعلق بمسألة “المناصفة في ما يتعلق بالناشرين”. واعترف الوزير بوجود إشكال عملي، متسائلاً: “شحال من ناشرات كاينين؟ واش نوقف المجلس بسبب هذا الإشكال؟ لا يمكن”. وأشار إلى أن الوزارة، عندما طلبت التمديد في الأشهر الستة الأولى، كانت نيتها صادقة للوصول إلى “شبه إجماع”، ولكن “لم نصل إليه”، في إشارة إلى صعوبة تطبيق مبدأ المناصفة بشكل مطلق في ظل محدودية عدد الناشرات.
و أكد الوزير بنسعيد على غياب “الشخصنة” في قانون المجلس، موضحاً أن المجلس “لا علاقة له بمفهوم الدعم العمومي ولا يقرر فيه”.
من جهته، وجه عبد الرحمان الدريسي، رئيس لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، رسالة واضحة وحازمة حول مكانة المجلس الوطني للصحافة.
وقال الدريسي بأن: “المجلس الوطني للصحافة ما ديال حتى واحد، المجلس ديال بلادنا”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن يكون حوله إجماع”، في إشارة إلى طبيعة الجسم المهني الذي غالباً ما تحكمه التباينات. وحذر رئيس اللجنة من أي محاولة لاستغلال مسار التشريع، مشدداً: “شي وحدين شخصنوا القانون ونحن لسنا بآليات لأي كان، وحتى واحد ميستغل علاقتنا بالوزير باش يضغط علينا”.
وبهذه التصريحات، أكدت جلسة لجنة التعليم بمجلس المستشارين الأهمية القصوى لضمان استمرارية المجلس الوطني للصحافة كآلية لضبط أخلاقيات المهنة وتطوير القطاع، مع التأكيد على ضرورة معالجة الإشكاليات البنيوية واللوجستية التي تعترض عمله بمنأى عن أي ضغوط شخصية أو فئوية.
المصدر: شوف تي في