مول الكراطة و”تخراج العين”..حين تتحول القيادة إلى عبء والشراكة إلى فضيحة سياسية
لا تقاس القيادة بعلو الصوت، بل بثقل المعنى.. وما يعيشه اليوم مناضلو ومناضلات الحركة الشعبية (الأحرار) مع من نصب نفسه أمينا عاما للحزب ضدا عن القانون، ليس اختلافا سياسيا، بل انزلاقا مكتمل الأركان: خفيف بالمعنى العامي، فوضى في السلوك، وارتباك يحول الحزب إلى ملحقة لنزوات فردية.
داخل البرلمان، حيث يفترض احترام الموضوع وسياق الجلسة، اختار الأمين العام والزين الخروج المتعمد عن النقاش، والقفز فوق دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، ليغرق القبة في شعبوية رخيصة لا علاقة لها لا بالاقتصاد ولا بالمسؤولية.. ليس هذا نقدا، بل تشويش متعمد.
من الشراكة إلى القيادة
الأخطر من الصراخ هو ما يدار في الظل.. هنا تبرز كلمة واحدة تختصر المشهد: الشراكة. شراكة غير معلنة ومعروفة لدى جميع الحركيين مع “فراقشي” برلماني “لحم.. وش” (إسم على مسمى)، شراكة جلب الأغنام من أوروبا، شراكة بيع التزكيات، شراكة “الليالي الحمراء”، شراكة مصالح لا شراكة مبادئ، حيث يستعمل الغضب العلني ستارا، وتدار الحسابات خلف الكواليس.
فحين تجهَض لجنة تقصي الحقائق بالبرلمان من طرف أوزين، عفوا والزين، ليس دفاعا عن المصلحة العامة، بل خشية تشويه صديق حميم مقرب مشارك معه في كل شئ، فنحن أمام سياسة بلا أخلاق.
وحين يقدم الولاء الشخصي على آليات الرقابة، تسقط آخر أوراق التوت.
عبء على الحزب.. والدولة كذلك
بهذا السلوك، لم يعد الأمين العام عبئا على حزبه فقط، بل مشكلة سياسية لمن يدور في فلكه: برلمانيون محرجون، رؤساء مربَكون، وحزب يتحول إلى رهينة تدار بمنطق السوق والفردانية لا بمنطق السياسة.
البرلمان ليس حلبة رقص، ولا منصة لتصفية الحسابات، ولا فضاء لتوجيه العبارات السوقية يا أيها “الفراقشي الحقيقي” أمام رئيس الحكومة. من يفعل ذلك لا يمارس المعارضة، بل يسيء للمؤسسة ويهين الفعل السياسي.
أسئلة تطارد ولا تختفي
أسئلة التزكيات، اللائحة الوطنية النسائية، وتزكيات بعض البرلمانيين، المال المتعفن، الليالي الحمراء لم تطرح من فراغ.
وما تفجر داخل المكتب السياسي ليس سوء تفاهم، بل عرضا لمرض أعمق: حزب يدار بالهمس واللمز والبيع والشراء و”الكادوات السمينة” لمن كان يريد الإستوزار و”الليالي الحمراء” في الغرف الخلفية، ويسوق بالصراخ في العلن.
ومن مراكش ومن الريف، حيث تبدأ الخيوط الأولى، سنعود كيف وصلن للبرلمان وبكم… ليس للابتزاز، بل لكشف منطق الشراكات التي أفرغت السياسة من معناها.
الخلاصة
حين يصبح الأمين العام خفيفا، تسقط الرزانة.. وحين تبنى القيادة على الشراكات لا على المبادئ، تتحول الأحزاب إلى واجهات مصالح.. ومن يظن أن الضجيج يحميه من المساءلة، ينسى أن السياسة لا تنسى بل تؤجل الحساب فقط.
لنا عودة. في بيع التزكيات واحدة واحدة وقصص الليالي الصفراء والحمراء.
المصدر: شوف تي في