ديربي بلا طعم… حين حضرت الجماهير وغابت الفرجة في الميدان

ديربي بلا طعم… حين حضرت الجماهير وغابت الفرجة في الميدان

A- A+
  • شوف تيفي: عبداللطيف سكارجي

    انتهى ديربي الدار البيضاء بين الوداد والرجاء بنتيجة بيضاء، لا غالب فيها ولا مغلوب، سوى جمهورَين أبدعا في رسم لوحات فنية على المدرجات، أنقذت اللقاء من رتابة ميدانية تكاد تُدخل المشاهد في سباتٍ كرويّ عميق.

  • فمنذ صافرة البداية، بدا واضحاً أن الحذر هو سيد الميدان، وأن الخوف من الخسارة تفوق على رغبة الانتصار، مباراة انتظرها المغاربة بشغفٍ كبير تحوّلت إلى مواجهة تكتيكية عقيمة، بلا فرص حقيقية، ولا لمسة سحرية، ولا تلك “اللقطة” التي تحفظها الذاكرة طويلاً، بدا اللاعبون كأنهم يؤدون واجباً وظيفياً، لا مباراة تحمل رمزية مدينة بأكملها.

    في المقابل، كانت المدرجات عالماً آخر، جماهير ارتدت ألوان الشغف والوفاء، أطلقت الأهازيج، ورفعت “التيفوهات” التي تحكي حكاية عشق لا يشيخ، لتؤكد أن الفرجة الحقيقية في الديربي المغربي لم تعد تُصنع بالأقدام، بل تُطرّز بالأيادي والقلوب من فوق المدارج.

    لكن الميدان لا يُكافئ الجمهور دائماً، فحين يغيب الإبداع عن المستطيل الأخضر، تضيع هيبة الديربي، ويخفت بريق الحدث الذي كان يوماً حديث القارات، وما حدث هذه المرة هو ديربي للعيون لا للقلوب، ديربي مدرجات لا ديربي ميدان.

    لقد كان الجمهور أكبر من المباراة، وأجمل من الأداء، وأصدق من الوعود التقنية التي تبخّرت في أول ربع ساعة، فديربي التعادل هذا لم يُنصف المشاهدين، بل زاد من إحساسهم بأن الكرة المغربية، رغم حماسها الشعبي، لا تزال بحاجة إلى فكرٍ كرويّ يوازي هذا الحب الكبير.

    وهكذا، حين صفّر الحكم للنهاية، لم يكن هناك فائز حقيقي… سوى الجمهور، الذي بقي وفياً لطقوس العشق رغم خيبات العروض التي قدمتها فئة منه في بعض الاحيان وتسبب في توقيف المقابلة أكثر من مرة، ولم تكن لها علاقة بالتشجيع الرياضي …

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي