بورتريه: رحيل عبدالعزيز آل الشيخ قصة عطاء امتدت لسبعة عقود
بورتريه: رحيل مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ قصة عطاء امتدت لسبعة عقود من طفل يتيم إلى قامة دينية
شوف تيفي
طارق عطا
رحل اليوم الثلاثاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، تاركًا خلفه مسيرة حافلة بالعلم والعطاء. فقد نعته الأوساط الدينية والعلمية ببالغ الحزن، معبرين عن تقديرهم لمسيرته التي كرسها لخدمة الإسلام والمسلمين.
وُلد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في 30 نوفمبر 1943 بمكة المكرمة، ونشأ يتيمًا بعد أن توفي والده وهو في الثامنة من عمره. لم يمنعه اليتم من السعي في طلب العلم، حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد الشيخ محمد بن سنان. وعلى الرغم من أنه فقد بصره في العشرينات من عمره، إلا أن هذا التحدي لم يُثنه عن شغفه بالمعرفة، بل زاده إصرارًا على المضي قدمًا في طريق العلم الشرعي.
درس الشيخ آل الشيخ على يد كبار العلماء في عصره، فأخذ علم الفرائض عن مفتي المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز، ودرس كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية على يد مفتي الديار السعودية الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ لمدة ست سنوات. كما تعلم النحو والفرائض والتوحيد على يد الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد، ودرس متني “عمدة الأحكام” و”زاد المستنقع” على يد الشيخ عبدالعزيز الشثري. هذه الدراسة العميقة والواسعة أثمرت شخصية علمية مرموقة ومتكاملة.
بدأ الشيخ مسيرته المهنية عام 1965 كمدرس في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، واستمر في التدريس والعمل الأكاديمي لعقود، حيث انتقل للعمل في كلية الشريعة بالرياض ثم المعهد العالي للقضاء، وأصبح عضوًا في عدة مجالس علمية بالجامعات السعودية.
توازت مسيرته الأكاديمية مع جهوده الدعوية، فكان خطيبًا وإمامًا في عدة جوامع بالرياض، أشهرها جامع الإمام تركي بن عبدالله “الجامع الكبير”، واشتهر أيضًا بكونه خطيبًا بمسجد نمرة بعرفة منذ عام 1982. وله مؤلفات شرعية عديدة، تشمل فتاوى في العقائد وأحكام الحلال والحرام، بالإضافة إلى محاضرات ودروس دينية إذاعية وتلفزيونية كان لها بالغ الأثر في قلوب الملايين.
في عام 1987، عُين الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عضوًا في هيئة كبار العلماء، ثم عضوًا متفرغًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عام 1991. ومع وفاته، يودع العالم الإسلامي قامة علمية كبيرة، قضى حياته في الإرشاد والتوجيه، والفتوى والنصيحة، مخلفًا إرثًا ضخمًا من العلم والمعرفة.
المصدر: شوف تي في