كيف رسخت دبلوماسية الملك مكانة المغرب بتحالفات القوى الكبرى روسيا والصين نموذجا
حصاد 26 عامًا: كيف رسّخت الدبلوماسية الملكية مكانة المغرب بتحالفات القوى الكبرى روسيا والصين نموذجًا
شوف تيفي
طارق عطا
في تحليل معمق للسياسة الخارجية للمملكة، أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن فترة حكم جلالة الملك محمد السادس، الممتدة لـ 26 عامًا، شكلت مرحلة مفصلية في تعزيز الثقل الاستراتيجي للمغرب على الساحة الدولية. وأشار الوزير إلى أن المكاسب التي حصدتها المملكة لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج لـ “دبلوماسية ملكية استباقية ومتبصرة” ركزت على إقامة شراكات متوازنة ومؤثرة مع القوى الكبرى العالمية، دبلوماسية كانت من البداية، دبلوماسية المعقول تجلب الاحترام وتستند إلى فهم دقيق للتوازنات الدولية”.
و شدد بوريطة على أن الإرادة الملكية السامية كانت وراء تحقيق اختراقات نوعية في العلاقات مع دول ذات مقعد دائم في مجلس الأمن. وأبرز في هذا الصدد زيارتي جلالة الملك إلى كل من روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية. فقد أسست زيارة الملك إلى موسكو لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية معمقة مع الرئيس فلاديمير بوتين، ما فتح آفاقًا واسعة للتعاون الاقتصادي والأمني والعسكري.
أما زيارة ماي 2016 التاريخية لـ بكين، فقد تُوِّجت بالتوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين. ووصف الوزير هذه الاتفاقية بأنها لم تكن مجرد إطار تعاون ثنائي، بل “رؤية مستقبلية” للمغرب في سياق التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مما رسّخ مكانة المملكة كبوابة للقارة الأفريقية والشريك الموثوق به في جنوب المتوسط.
وشدد وزير الشؤون الخارجية تأكيده أن القيمة الحقيقية لهذه الشراكات الاستراتيجية لا تقاس بحجم التبادلات التجارية فحسب، بل بمدى انعكاسها الإيجابي على القضايا الوطنية الجامعة. وفي هذا الإطار، أشار الوزير بوريطة بشكل لا لبس فيه إلى الموقف البنّاء الذي تبنته كل من روسيا والصين داخل مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بملف الوحدة الترابية للمغرب.
وخلص الوزير إلى أن “عدم استخدام حق النقض (الفيتو)” من قبل هاتين القوتين وخاصة من قبل روسيا، يمثل دعماً ضمنياً ومستمراً للجهود المغربية في إيجاد حل واقعي وعملي للنزاع المفتعل، هو خير دليل على أن الدبلوماسية الملكية نجحت في تحويل العلاقات الثنائية إلى رصيد جيوسياسي حقيقي يخدم المصالح العليا للمملكة المغربية. وهذا يؤكد أن سياسة الانفتاح والشراكة هي الحصن المنيع الذي يحمي المكتسبات الوطنية.
المصدر: شوف تي في