سلطت مجلة “ترافل آند تور وورلد” الأمريكية المتخصصة الضوء على المكانة المتنامية للمغرب في المشهد السياحي العالمي، مؤكدة في مقال صدر اليوم الاثنين أن المملكة في طريقها لتصبح “رائداً عالمياً” في هذا المجال. وعزت المجلة هذا التطور إلى العرض السياحي المغربي المتنوع وخارطة الطريق الواضحة التي تتبناها الرباط لتحقيق نمو مستدام.

أشارت المجلة إلى أن المغرب حقق قفزة نوعية في أداء قطاعه السياحي، محتلاً المرتبة 13 في أحدث تصنيف صادر عن منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة. ويأتي هذا التقدم بعد استقبال المملكة 16.3 مليون زائر بين يناير وأكتوبر 2025، بزيادة قدرها 14 في المائة. وشددت المجلة على أن هذا الإنجاز لا يعكس فقط الجاذبية المتزايدة للمملكة كوجهة مفضلة، بل يسلط الضوء على موقعها الاستراتيجي والمحوري ضمن المشهد السياحي في شمال إفريقيا.

اعتبرت “ترافل آند تور وورلد” أن النجاح المغربي يكمن في قدرته على استقطاب المسافرين من مختلف أنحاء العالم الباحثين عن “مزيج من التقاليد والحداثة”، مستفيداً من تراثه الثقافي الغني، ومدنه النابضة بالحياة، ومناظره الخلابة. وأكدت المجلة أن نمو السياحة في المملكة يعود بشكل رئيسي إلى فعالية المبادرات الاستراتيجية التي تركز على تحسين تجربة الزوار، وتعزيز السياحة المستدامة، والاستثمار في البنيات التحتية.

تمثل خطة العمل الوطنية للسياحة 2023-2026 ركيزة أساسية لهذا النجاح، حيث تهدف إلى مضاعفة العائدات السياحية واستقطاب 26 مليون زائر سنوياً في أفق سنة 2030. وتندرج هذه الخطة ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تنويع الاقتصاد المغربي، وتقليص تبعيته للقطاعات التقليدية، وجعل السياحة محركاً رئيسياً للاقتصاد الوطني. وبفضل هذه الاستراتيجية المتكاملة، يسعى المغرب إلى تعزيز جاذبيته لمختلف الشرائح السياحية، من السياحة الثقافية وسياحة المغامرة إلى التجارب الفاخرة والسياحة البيئية.

في سياق متصل، أشارت المجلة إلى أن الاستراتيجية السياحية للمغرب تأخذ بعين الاعتبار استضافته المشتركة مع إسبانيا والبرتغال لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2030. وأوضحت أن هذا الحدث العالمي سيتيح تدفقاً كبيراً للزوار، وسيشكل رافعة قوية لمواصلة نمو القطاع السياحي، كما سيتيح فرصة فريدة لإبراز البنيات التحتية السياحية الحديثة في المملكة وقدرتها على تنظيم واستقبال أبرز التظاهرات الدولية.

المصدر: شوف تي في