شهدت شبكة الإنترنت العالمية، اليوم الثلاثاء، اضطرابًا تقنيًا واسعًا إثر عطل مفاجئ ضرب خدمات شركة “كلاود فلير” (Cloudflare)، المزود الرئيسي لأمن الشبكات وشبكات توصيل المحتوى (CDN). هذا الانقطاع المفاجئ أدى إلى صعوبات بالغة في الوصول إلى عدد كبير من المواقع والتطبيقات الكبرى، شملت منصات عالمية مؤثرة مثل خدمة الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي” (ChatGPT)، ومنصة التواصل الاجتماعي “إكس” (X)، وصولاً إلى خدمات حكومية حيوية مثل “نيو جيرسي ترانزيت” (NJ Transit).

و أقرت الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرًا لها بوجود “مشكلة قد تؤثر على عدة عملاء”، وباشرت تحقيقًا فوريًا في الأسباب الجذرية للعطل. ومما زاد من حدة الموقف، تأثرت منصات الشركة الداخلية نفسها؛ إذ عانت واجهة دعم العملاء من خلل، بل وتوقف موقع حالة الأعطال الخاص بـ”كلاود فلير” عن العمل مؤقتًا. بعد مرور ما يقارب الساعة على بداية الأزمة، أعلنت “كلاود فلير” عن ملاحظتها “لتعافي الخدمات”، لكنها حذّرت من أن المستخدمين قد يستمرون في مواجهة “معدلات أخطاء أعلى من المعتاد” ريثما تُستكمل جهود الإصلاح والتعافي التام.

و تكمن أهمية “كلاود فلير” في أنها بمثابة طبقة حماية وعزل أساسية لمئات الآلاف من الشركات والمواقع حول العالم. تتيح برمجياتها حماية هذه المنصات من الهجمات السيبرانية، وتحديدًا هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS) التي تسعى لإغراق المواقع بالزيارات الزائدة. هذا الدور المحوري جعل من أي خلل يصيب شبكة “كلاود فلير” حدثًا له تداعيات فورية على استقرار جزء كبير من الفضاء الرقمي العالمي.

كما يُعد هذا الانقطاع تكرارًا لحوادث سابقة أثارت تساؤلات حول مدى الاعتماد المتزايد للإنترنت على عدد محدود من مقدمي الخدمات الكبار. ففي يوليو 2019، تسبب خلل في برمجيات الشركة في توقف آلاف المواقع عالميًا لمدة قاربت النصف ساعة، وشملت آنذاك منصات بارزة مثل “ميديام” (Medium)، و”ديسكورد” (Discord)، وخدمة “ساوند كلاود” (SoundCloud)، ومنصة تداول العملات المشفرة “كوين بيس” (Coinbase). تشير هذه السوابق إلى الحاجة المستمرة لإعادة تقييم مرونة البنية التحتية للإنترنت في مواجهة الإخفاقات التقنية.

المصدر: شوف تي في