تابعت لجنة تحكيم الفيلم الطويل والجمهور وضيوف المهرجان بث فيلم “وحده الحب” لأول مرة في الشاشة الكبرى، حيث ساد الانبهار الفني بقصص إنسانية داخل العمل أخرجها المخرج كمال كمال، على هامش الدورة 24 للمهرجان الوطني للفيلم بعاصمة البوغاز.
المخرج كمال كمال قال في تصريح ل”شوف تيفي” إن الفيلم ذو قيمة فنية كبيرة، حاول من خلاله وضع قصص إنسانية حقيقية بطريقة فنية، مؤكدا أنه لا علاقة للفيلم بما هو سياسي، تم إنتاجه فقط من أجل الشعبين المغربي والجزائري والوطن العربي ككل، رسالته الحب، ومن دون هذا الأخير لا يمكن أن نسير للأمام في علاقاتنا.

في هذا السياق علق المخرج عبد الاله الجواهري، أنه من كان حاضرا ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، أو من ساكنة طنجة، ولم يشاهد فيلم “وحده الحب” لكمال كمال كأنه لم يوجد بطنجة، وكأنه لم يشاهد أصلا فيلما من الأفلام.

قد أبالغ بعض الشيء، لكنه إحساس خاص، وأنا أشاهد فيلما للمرة الثالثة، عن وجع جرح الحدود، ونزوات رجال السياسة هنا وهناك، وحب المغاربة للجزائريين، وحب الجزائريين للمغاربة، بكثير من الصدق الفني والعمق الإنساني، يقول الجواهري.
وأضاف المخرج عبد الإله الجواهري في حديثه أن الفيلم يعالج موضوعا حساسا يتعلق بغلق الحدود بين بلدين شقيقين، وتسليط الضوء بكل فنية على عملية تفريق عائلات، والإمعان في عملية تشتيت الأحبة، كنتيجة للمزايدة والهراء السياسي الأهوج، بكل هذه الشفافية والمشاعر الإنسانية الطافحة بالحب وكل الود، يعني أن المخرج إنسان قبل أن يكون فنانا، إنسان ينظر بعيون واسعة على احتمالات الفرح، وأن الفن السابع ليس مجرد كادرات وحركة كاميرا وإضاءة وديكورات وإدارة ممثل وما شابه ذلك من مكونات وأسس صناعة فيلم من الأفلام، بل هي، وقبل كل شيء، رسائل ومشاعر تتشكل وتنسل بكل وعي من بين مفاصل الحكاية، لتنشر بهاء وجمال الصورة المغلف بعطر الحب.
وأضاف الجواهري أن كمال كمال أذهل كل من حضر عرض الفيلم، بحكايات شخصياته المنسوجة من قبح الوقت، وبموسيقاه التي رجت الأحاسيس رجا، وراهنت بكل صدق على أن تجعل من القلوب الصدئة منابع للحب والحنان، وأن تجعل الخدود تبتل بدموع الألم بكاء على واقع لم يصنعه الاستعمار، بقدر ما صنعه أبناء نفس الأصل والفصل، مشيرا في الأخير بالقول “شكرا للسينما التي تزرع فينا بعضا من قيم التسامح والتواصل وضرورة التشبث بالتامغربيت التي ترفض أن تعتبر الآخر مهما كان موقفه منا عدوا، بل تعتبره جارا وأخا شقيقا والسلام..”.

المصدر: شوف تي في