رئيس الحكومة الفرنسي المكلف يتسلم مهامه في يوم الاحتجاجات
أفادت وكالة فرانس برس بأن فرنسا شهدت، اليوم الأربعاء، احتجاجات حاشدة عمت مختلف أنحاء البلاد، وذلك تزامناً مع بدء وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو مهامه في تشكيل حكومة جديدة، بعد تكليفه من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.
ودعا منظمو الاحتجاجات التي حملت شعار “لنشل كل شيء”، إلى التظاهر للتعبير عن الغضب الشعبي المتزايد تجاه سياسات الرئيس ماكرون. وتُعَد هذه الاحتجاجات اختباراً حقيقياً للوكورنو البالغ من العمر 39 عاماً، والذي شغل منصب وزير الجيوش لثلاث سنوات.
واندلعت المواجهات في عدة مدن فرنسية، حيث تجمع المتظاهرون وأقاموا حواجز باستخدام حاويات النفايات، ورشقوا قوات الشرطة بالقمامة في ضواحي باريس. كما أغلق متظاهرون في مدينة ليون طريقاً سريعاً وأضرموا النيران في حاويات القمامة، فيما استخدمت الشرطة في مدينة نانت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ووفقاً لمصادر فرانس برس، نشرت السلطات 80 ألف شرطي للحفاظ على الأمن والنظام، في ظل تحذيرات سابقة من وزير الداخلية، برونو روتايو، الذي أكد أنه لن يكون هناك “أي تسامح” مع أعمال العنف أو إغلاق الطرق الرئيسية.
بحيث عبّر المحتجون عن استيائهم من قرار ماكرون بتعيين حليفه المقرب لتشكيل الحكومة، حيث وصف أحد المتظاهرين في ليون هذا القرار بأنه “صفعة على الوجه”. وأضاف: “لقد سئمنا من الحكومات المتعاقبة، ونحتاج إلى تغيير”.
ويأتي تكليف لوكورنو بعد يوم واحد من حجب الجمعية الوطنية الثقة عن حكومة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، مما جعل لوكورنو سابع رئيس وزراء في عهد ماكرون. وتواجه الحكومة الجديدة مهمة صعبة تتمثل في بناء توافق سياسي في برلمان منقسم لا يملك فيه أي طرف أغلبية واضحة، لتفادي مصير حكومة بايرو التي استمرت في منصبها لتسعة أشهر فقط.
و يُعتقد أن الاحتجاجات الحالية مدفوعة بشكل كبير بالغضب من خطة الميزانية التقشفية التي طرحتها حكومة بايرو، والتي كانت تهدف إلى توفير 44 مليار يورو لخفض الدين العام الذي يشكل 114% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويطالب المتظاهرون بإلغاء هذه الخطة التي تتضمن خفض يومي إجازة سنوية، وتقليل التكاليف الطبية للموظفين، وتقديم شروط إجازة مرضية أقل سخاء.
وعلى الرغم من أن هذه الاحتجاجات تذكر ببعض ملامح حراك “السترات الصفراء” الذي هز فرنسا بين عامي 2018 و2019، إلا أن تأثيرها الحقيقي ما زال غير واضح، لا سيما مع ضعف مشاركة النقابات العمالية التي تخطط لإضرابات خاصة بها في 18 سبتمبر.
هل تعتقد أن هذه الاحتجاجات قد تشكل بداية لموجة غضب شعبي واسعة النطاق في فرنسا، أم أنها مجرد رد فعل مؤقت على التغييرات الحكومية؟
المصدر: شوف تي في