بوح الأحد: نهاية عقدة فرنسا الكروية في طريق نيل اللقب العالمي، تراجع الشباب

بوح الأحد: نهاية عقدة فرنسا الكروية في طريق نيل اللقب العالمي، تراجع الشباب

A- A+
  • بوح الأحد: نهاية عقدة فرنسا الكروية في طريق نيل اللقب العالمي، تراجع الشباب و نزل شيوخ الفشل التاريخي من أجل دفع الشباب للإنتحار بتحريض من هويات رقمية مجهولة و أشياء أخرى…

    أبو وائل الريفي

  • لم يكد الخطاب الملكي الافتتاحي للدورة التشريعية الخريفية الأخيرة في هذه الولاية الانتخابية ينتهي حتى بدأ الكل يراجع أوراقه ويحين مواقفه مما أريد له أن يسمى زورا انتفاضة جيل ويضفي عليه صبغة “الثورة الشعبية”. اصطدم الكل بواقع آخر تمثل في محتوى الخطاب الذي وضع كل شيء في إطاره الطبيعي وكرس القناعة التي يلزم أن تكون راسخة عند الجميع، وهي أن المغرب دولة قانون ومؤسسات راسخة جذورها ولا يمكن أن ترتبك مسيرتها بأي شيء مهما كان. فئة ممن استمعت للخطاب اطمأنت لأن أعلى سلطة في البلاد، والتي تتوفر على كل المعطيات وإمكانيات تقييم الوضعية، وضعت تلك الاحتجاجات في موقعها الطبيعي وحجمها الحقيقي ضمن احتجاجات كثيرة لم تتوقف في المغرب، ولا ينبغي لها أن تتوقف لأنها مظهر من مظاهر الديمقراطية والحرية في بلد يرسخ الاختيار الديمقراطي كثابت من ثوابت المملكة، ولأنها كذلك آلية من آليات التعبير الشعبي والرقابة على المؤسسات والمسؤولين لا يمنعها القانون ولكنه فقط ينظمها حتى لا تضر بالنظام العام ولكي تكون تعبيرات شعبية إيجابية وبنائية.
    تضمن الخطاب الملكي تنبيها عميقا للحكومة والبرلمان والمجالس المنتخبة وتذكيرا لكل المؤسسات بأنها يلزم أن تسرع عملها للوفاء بوعودها وتقليص السرعات وتقريب الفوارق المجالية والفئوية. اطمأن الرأي العام المغربي بعد الخطاب الملكي أن الوضع في البلد لا يثير القلق كما يريد البعض تصويره ويتناقله عبر الوسائط الافتراضية التي تخدع المدمنين عليها و “تبيعهم القرد وتضحك على من اشتراه”، وأدرك المغاربة أن الاحتجاجات جزء من الدينامية العامة للبلاد ولا تستدعي ما يطالب به البعض من مطالب غير دستورية وغير واقعية وغير متناسبة مع حجمها.
    وفئة أخرى من المغاربة -الشباب أساسا- استنارت بمضمون الخطاب وراجعت قناعاتها، وهو ما بدا واضحا في حالة الانقسام الحادة التي شهدتها مجموعات النقاش على منصات Genz212 حتى أنه تم توقيف كل أشكال الاحتجاج.
    وفئة ثالثة أصابها اليأس والإحباط لأنها كانت تمني النفس بتخصيص الخطاب لهذه الاحتجاجات التي ظنوها قادرة على شل حركة البلاد حتى تبين للجميع أنها كانت “صرحا من خيال فهوى”.
    وبقيت فقط فئة تتخفى وراء رمز z رغم أنها لا تنتمي إليه سنا أو اهتماما أو انتماء أو حتى جغرافية، ولكنها تتخذه فقط مطية لتحقيق أجندة بئيسة تحملها منذ عقود وتبحث عن طرق لتصريفها لإضعاف المغرب وتقوية ذواتهم حتى يعيثوا في البلاد ريعا وفسادا خارج القانون.
    ولأنها تمثل أقلية في تلك المنصات فإنها بدأت في تمرير قراراتها بدون تصويت أحيانا، وفرضها على الكل بدون تشاور وفي وقت الناس فيه نيام وكأن مرتادي تلك المنصات لا شغل لهم ولا دراسة ولا التزامات، وهو ما فضح أن هذه الفئة هي أول من لا يتمثل ما يطالب به من مبادئ وقيم ديمقراطية. والصدمة كانت في الميدان حين لم تتجاوز أعداد المحتجين في مدينة بحجم الدار البيضاء 25 شخصا وسط المدينة وفي ساعة الذروة وبعد أيام من التعبئة والتحشيد وأمام محطة الطرامواي التي تكتظ بمستعملي وسيلة النقل هذه. تشهد الصور والفيديوهات بهذا الواقع وكذا شعارات لوم عدم الملتحقين بتلك الحلقية الصغيرة التي تمثل دليلا على حالة اليأس التي وصلها من ينتسبون زورا لجيل z ومن يتعمدون بدون سبب البقاء في الشارع رغم أن الخطاب الملكي تضمن إشارات مطمئنة وقولا فيصلا في الانتصار للقانون ودولة المؤسسات والإرادة الشعبية التي لا يسمو فوقها إلا ما يماثلها، وموعدها ليس إلا الانتخابات القادمة التي لم تعد تفصلنا عنها إلا شهورا، وحينها تكون الكلمة للشعب ليكافئ أو يعاقب من تحمل المسؤولية طيلة هذه الولاية الانتخابية.
    أعقب الخطاب الملكي نشاط ملحوظ جسد استمرارية الدولة في أوراشها البنائية والمهيكلة، وقد كان التدشين الملكي لحفل تقديم وإطلاق أشغال إنجاز المركب الصناعي لمحركات الطائرات، التابع لمجموعة “سافران”، فرصة أخرى لتأكيد الجاذبية الاستثمارية للمغرب كقطب صناعي استراتيجي عالمي لصناعة الطيران، ومناسبة لتقديم أجوبة عملية عن تساؤلات الشباب بأن المغرب يعمل من أجل تهييء فرص الشغل وبيئة العمل الملائمة التي لن تكون إلا رافعة تنموية يترتب عنها خلق مناصب شغل إضافية وتنمية موارد الدولة.
    والأهم أن هذا النشاط الملكي شكل لحظة استفتائية شعبية أكدها عدد المغاربة الذين كانوا في الاستقبال والفرح بهذا المشروع المهيكل وبحضور جلالة الملك شخصيا لتدشينه. من يشاهد الصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام يلاحظ تلك الأعداد التي تقدر بعشرات الآلاف (قدر العدد ب35 ألف)، وهي صدمة أخرى للشيوخ الأشباح الذين يختفون وراء رمز z ليزنوا حجمهم الطبيعي، وهي أعداد تضاف إلى مئات الآلاف من المغاربة الذي كانوا في استقبال الملك أمام البرلمان من مختلف الأجيال.
    حاول أشباح Genz212 استعراض عضلات القوة العددية في الشارع وقد فشلوا في ذلك فشلا ذريعا بعد أن اكتشفوا حجمهم الحقيقي، وتبين للمغاربة أنهم لا يمثلون إلا أقلية تتجاوز حقها في الاحتجاج حين تريد فرض إرادتها على أغلب المغاربة خارج كل ما تتيحه الديمقراطية من خيارات وأساليب. لا يعني هذا أن المغاربة راضون جميعا عن خدمات التعليم و الصحة وغيرهما فهذا من المستحيل ولكنهم غير متفقين مع هذه الأشكال والوسائل للتعبير عن عدم الرضى، وكذلك عن هذه الظرفية التي اختيرت بعناية من طرف جهات تحاول التخفي وراء الشباب ولكنها معلومة ومفضوحة. والمغاربة غير مقتنعين بتلك الشعارات التي تريد شل الدولة وإحداث حالة فراغ مؤسساتي وتعطيل استمرارية المرافق العامة بدون موجب سبب مقنع.
    لقد ساهم التدبير الأمني الاحترافي والمهني في سحب ورقة الفوضى واستعمال القاصرين ومن وصفهم أشباح Genz212 أنفسهم ب “الأوباش”، وهو ما عرى هذه الحركة ووضعها أمام حقيقتها. إنها احتجاجات لا يتجاوز المشاركون فيها العشرات ولفتت الانتباه إليها فقط بما رافقها من أحداث عنف وتخريب وانفلات وتكسير للمنشآت الخاصة والعامة ومشاركة قاصرين وذوي سوابق ومتعاطين للمخدرات بكل أشكالها. ومرة أخرى لا تنفي هذه الحقيقة وجود شباب “مغرر بهم” في البداية ولكن أغلبهم استفاق من الكابوس بعد الخطاب الملكي ووضع حدا لهذا الخطأ الذي وقعوا فيه وعبروا عن ذلك أكثر من مرة بوجوب وقف الاحتجاجات، ولكن لا أحد من المتحكمين في المنصات والتصويت فيها سمع كلامهم وانتبه لتحذيرهم.
    لن يستسلم أشباح z وهذا كان منتظرا، كما كان متوقعا بموازاة ذلك المرور إلى سرعة قصوى والهروب إلى الأمام ومسابقة الزمن حتى لا تموت الحركة التي يرونها في حالة موت اكلينيكي بعد الخطاب الملكي.
    اللجوء إلى الاحتجاج الأسبوعي دليل على وضعية الإرهاق واليأس من القدرة على تحقيق إنجاز نوعي تربك به الحركة السلطات العمومية، ولعب ورقة المعتقلين لم تنجح في تعبئة العائلات والأقارب للحضور لأن الجميع استوعب أن أولئك كانوا ضحية عملية تجييش نفسي وتخدير ذهني وتهييج عاطفي قادهم إلى ارتكاب جرائم ولم يستحقوا من Genz212 إلا وصفهم بالأوباش. فكيف يتبنى أشباح Genz212 الأوباش؟
    أمام الفشل الميداني لجأ أشباح الحركة إلى أساليب أخرى للتغطية عن عجزهم في الشارع، ولم تكن الوسيلة هذه المرة إلا تغريرا بجيل z والدعوة إلى مقاطعة مباريات المنتخب الوطني بمبررات شعبوية متقادمة ومضللة.
    الصدمة هذه المرة كانت أقوى من سابقتها لأن جيل z الحقيقي حج للملعب بالآلاف. بلغ عدد متابعي مباراة المنتخب المغربي لكرة القدم بملعب الرباط أكثر من خمسين ألف متفرج، والصور التي تناقلتها القنوات والمنابر الإعلامية لا تخطئ. هي رسالة من شباب z الحقيقي أن الكرة ليست فرجة وترفيها فقط، بل هي عنصر من عناصر القوة الناعمة للمغرب ومجال تفوق مغربي عالمي وعامل افتخار واعتزاز بالانتماء للمغرب، وتنظيم تظاهرات بحجم “الكان” وكأس العالم فرصة للمغرب لعرض نجاحاته وبسط قدراته وإظهار حضارته وتصدير نموذجه. هؤلاء الشباب الذين حجوا بعشرات الآلاف إلى الملعب أرسلوا رسالة على أن تشييد الملاعب وإقامة البنيات الرياضية وغيرهما من الأوراش لا تقل عن المشاريع الاجتماعية، وهو ما أكده جلالة الملك في خطابه لأن المغرب قادر على النجاح فيهما معا.
    هي فرصة لمن يركب قطار الشعبوية البئيسة ليراجع حساباته، ويستحيي على جرائمه، وينقص من كذبه، ويتواضع لتعلم ما يجهله عوض ادعاء العلم بكل شيء والفهم في كل شيء. محاولة تضليل المغاربة بالتلاعب بالأرقام لن تسيء إلا لمن يتعمد الكذب للإساءة -عن سبق إصرار وترصد- لصورة المغرب. كيف يمكن ادعاء أن كلفة بناء ملعب أكبر من ميزانية وزارة الصحة؟ هل يمكن لمبتدئ أن يسقط في هذه الخطيئة؟ لمصلحة من يتم هذا التلاعب؟
    قد يحتاج البعض رتق بكارته السياسية أو الإعلامية، ولكن أمامه أكثر من اختيار إلا أن يركب قطار المزايدة المقيتة التي تفضح جهله وعدم “توفقه” في التلاعب بعلم الحساب لأن شخصيته معروفة بالتهافت على شراء العقار و”كنز” المال والبقية يعرفها الراسخون في العلم بماضي من يلعب بالنار لإثارة الشباب.
    في الوقت الذي يحشد فيه بعض الجيران كل قدراتهم التعبوية احتفاء بتأهلهم للمونديال بعد طول غياب يريد بعض ممن ينتسبون زورا لجيل z أن لا يفرح المغاربة بتأهلهم المبكر والذي أصبح تحصيل حاصل عند المغاربة وليس مكسبا لأن المغاربة يشعرون أنهم صاروا ضمن كبار الكرة في العالم ينافسون على الكؤوس وعلى الكرة الذهبية وعلى كل الألقاب. لمصلحة من يريد هؤلاء تنغيص الفرحة على المغاربة؟ لماذا يدفعون الشباب إلى تبخيس هذه الانتصارات غير المسبوقة؟ لفائدة من يدفعون في اتجاه سيادة أجواء سلبية وسط المنتخب الذي يستحق كل الدعم والاحتضان والتشجيع ونحن على بعد أقل من شهرين من كأس الكان الذي نستحق التتويج به؟
    يلزم الرأي العام الانتباه إلى هذا الأسلوب الخبيث في إشاعة السلبية لأن أصحابه يضرهم نجاح المغرب. لم تعد الكرة مجرد تزجية وقت أو ملء فراغ. الكرة، والرياضة عموما، أصبحت صناعة قائمة الذات وسوقا اقتصادية ورافعة تنموية ودعاية واسعة للدول. يمكن للدول التي تحتضن مناسبات رياضية أن تستفيد منها لتحقيق إقلاع تنموي، وما اسبانيا 1982 عنا ببعيدة، فقد شكلت تلك المناسبة انطلاقة حقيقية لدولة خرجت بالكاد من اقتتال داخلي واستنزاف بشري وسياسي وانقسام حاد لتصبح دولة متقدمة.
    في الكرة كذلك ظهر شبابz الحقيقي الذي كسر -من أقصى العالم بالشيلي- عقدة الماما فرنسا، ونال التأهل لنهائي كأس العالم. تلك العقدة كدنا أن نكسرها في قطر منذ ثلاث سنوات ولم يحالفنا الحظ ولكنها اليوم تحققت. هؤلاء هم مصدر الإلهام لجيل z الحقيقي الذي يعشق هذا المغرب ويؤمن بقدراته وإمكانياته. لم تكن مجرد مباراة كرة ولكنها كانت درسا في حب المغرب والقتال من أجله حتى آخر رمق متسلحين باليقين بأن لهذا البلد وأهله كل الإمكانيات للنجاح والتفوق. هذه هي الجينات المغربية التي تتوارث جيلا عن جيل وليس ما يريد شيوخ وأشباح Genz212 بثه وسط الشباب من يأس وتواكل وكسل وارتخاء ونقد هدام.
    كتبت في هذا البوح خلال أكثر من مناسبة أن الانتصارات الكروية المغربية ليست مصادفة، وأكدت بأن النتائج غير المسبوقة في كل المسابقات وكل الأجيال هي حصيلة لسياسة كروية وتوجيهات وعناية ملكية وحكامة تدبيرية وشراكة مؤسسات مواطنة وتشجيع شعبي. الانتصار على فرنسا في نصف نهاية كأس العالم ليس انتصارا في مباراة ولكنه انتصار إرادة ترغب في إرسال رسائل للعالم كله على أن المغرب قوة كروية وقادر بإمكانياته على التفوق على المدرسة الفرنسية بكل إمكانياتها ووسائلها وتاريخها الذي لا تضاهيه في العالم إلا دولة واحدة أو اثنين على أفضل تقدير.
    جاءتنا الرسالة مرة أخرى من جار حاسد كان دائما يتنبأ بخسارة المغرب وتخسأ تخرصات مذيعيه وببغاواته، ولم يروا في نهاية كأس العالم إلا مباراة ستلعبها الأرجنتين دون ذكر المغرب وكأن الأرجنتين ستلعب ضد شبح. وصل الغِلّ بجيراننا إلى درجة عدم ذكر الاسم، وهذا هو المعنى الذي عندهم ل”عار الجار على الجار” ولحسن الجوار.
    جاءتنا الرسالة الثانية من شباب z الحقيقي الذي خرج بشكل عفوي في الشوارع فرحا بالانتصار وبأعداد لم يجمعها شيوخ وأشباح Genz212 ليصيبوهم بصدمة أخرى بعد صدمة امتلاء مدرجات الملعب بالرباط.
    الرسالة الثالثة كان مصدرها شباب z الذين حملوا القميص الوطني وأعطوا الدرس على أن حمل اسم المغرب تكليف قبل أن يكون تشريفا ويقتضي التحلي بروح قتالية وعدم استسلام حتى الرمق الأخير ولو تجاوز الأمر الأشواط الإضافية وضربات الجزاء. هذا المغرب يستحق الانتصار لأن هذا الشعب متعطش للانتصارات ولأن المجهودات والسياسة العمومية في هذا الباب مصممة على التفوق واحتلال المراتب الأولى.
    المغاربة من مختلف الشرائح يكشفون عن وجوههم فرحين وفي الملاعب والشوارع بينما أشباح Genz212 يختفون وراء شاشات الحواسيب بأقنعة و هويات رقمية مجهولة وأصوات مزيفة من خارج المغرب ويطلبون من السلطات أن تتعامل معهم. كيف للسلطات أن تتعامل مع حركة مجهولة وأسماء حركية مستقاة من الرسوم المتحركة وأشباح افتراضية بدون الإدلاء بهوياتهم وصفاتهم وأعمارهم؟ هل لم يحن الوقت ليظهروا للعلن ويدافعوا عن ملفهم المطلبي ويتحاوروا بشأنه مع السلطات المعنية؟
    أمام الشباب، وكل المغاربة، غير الراضين على سياسات عمومية طرق عدة للتعبير عن آرائهم وحشد الدعم لها سواء بسلك مسالك التظاهر وفق ما ينص عليه القانون، أو من خلال الآليات التشاركية مثل العرائض والملتمسات، أو بواسطة جمعيات المجتمع المدني، أو تفعيل ممثليهم في المؤسسات المنتخبة، أو انتظار الانتخابات والمشاركة فيها بكثافة انتصارا لمطالبهم. هذا ما يتيحه المتن والهامش الديمقراطي وإلا فليس بعد كل هذا إلا الفوضى وهي ما يريد بعض ذوي الأجندات الخبيثة إغراق البلد فيها.
    مباشرة بعد الخطاب الملكي اتضح أن شهادة وفاة Genz212 طُبعت وفي انتظار من يتسلمها من المعنيين بها. ومباشرة بعد ذلك انكشفت حقيقة فئة ظلت دوما تتبنى استراتيجية ادعاء الإصلاح والتشبث بالملك والملكية. هذا ما كنا نحذر منه دائما لأن هؤلاء كمن يدس السم في العسل. استهداف أعمدة النظام والدولة ليس إلا محاولة لإسقاط الدولة والنظام معا، والملكية هي المقصودة طبعا، ولكن بشكل غير مباشر.
    خرج أصحاب هذه الاستراتيجية المقيتة عن صوابهم بعد الخطاب الملكي وصاروا يستهدفون الملك شخصيا والملكية كنظام حكم. لم يعد المجال يتيح لهؤلاء التقية وصار عامل الزمن ضدهم والخشية من أن تسقط Genz212 دون أن يحققوا شيئا من أجنداتهم. لم يدخر من كان ضحية هذه الموجة حين فضحناه على الملأ وبالحجج والبراهين ونشرنا بأنه سبق منصة Genz212 في نشر أحد بياناتها وبينا أنها يتحكم فيها شيوخ مفلسون من خارج المغرب ولخدمة أهداف غير مغربية ودون مراعاة لمصالح المغاربة. ولأنه “خانز” الفم وساقط الأخلاق فقد أطلق العنان لقاموسه المتسخ بالقذارة سبا في الدولة ورموزها.
    بعض ممن وجه نداء مفتوحا للملك انفضحوا وهم ينقلبون على ما دبجوا به نداءهم من استعمل “جلالة الملك” حيث بدأوا يتحدثون عن الحكم المطلق وغير ذلك من القاموس المألوف ليفضحوا أنفسهم قبل غيرهم.
    لن توقف مثل هذه الكراكيز المغرب ولن تشوش على مسيرته ولن تنال من المؤسسات السيادية التي تحظى بثقة ملكية كاملة جسدها النشاط الملكي الأخير بالنواصر حين ركب الثلاثة (لفتيت و حموشي وحرمو) سيارة واحدة في إشارة إلى أن غرفة عمليات واحدة هي الموجودة بعيدا عن طلاسيم الطوابرية حول حرب المربعات والمكعبات والمثلثات. الصورة تناقلتها كل وسائل الإعلام والجميع وصلته الرسالة إلا من يريد مغالطة نفسه لإرضاء هواجس تقيد تفكيره وتأسر حريته.
    كان حريا بمن يقف وراء Genz212 أن يتصدى لمن يريد الركوب على مطالب الشباب من المفلسين الذين تجمعوا على عجل في مركز “مشبوه” لدراسة أفضل الطرق لركوب الموجة، كما يفعل هذه الأيام دمية عاطلة تعمل لفائدة أحد الفاشلين الفاسدين الذين عمروا زمنا في طنجة وصار اسمه مقرونا بالفشل ولعب الأوراق الخاسرة لأنه لم يعد يملك ورقة غيرها.
    شباب z الحقيقي وطني ومليء بتامغربيت بينما Genz212 غير مغربية ثقافة وأساليب وخطابا وإن تعسف أشباحها في ادعاء أنهم مغاربة لأن الانتماء إلى المغرب ليس بطاقة تعريف أو جنسية. الانتماء لهذا المغرب استعداد للتضحية من أجل التمكين له والتطوع لخدمته من أي موقع كان.
    شباب z الحقيقي هو الذي يتجاوب بتلقائية مع انتصارات المغرب فرحا وإشادة، ويتفاعل بالمقابل مع كل ما يراه غير صالح بالمعارضة وفق قواعدها المتعارف عليها ديمقراطيا في احترام تام للقانون وللنظام العام وحفاظا على الممتلكات الخاصة والعامة.
    شباب z الحقيقي هو الذي توصل بالتحية الملكية فبادلها بتحية مثلها وفضل التوقف عن النزول إلى الشوارع تاركا للمؤسسات القيام بعملها وفق ما يتطلبه الزمن، وليس من ركب قطار التنطع والمزايدة وكأن إصلاح التعليم والصحة وغيرهما يتم بضربة من طرف من يملك عصا سحرية يطوى لها الزمن البشري.
    سير الأحداث يؤكد بعد أزيد من أسبوع أن Genz212 لم تكن قط صيحة جيل ولكنها خطة أشباح صنعت في الخارج وتكفل بتنفيذها أشباح مغاربة من الخارج بهويات مجهولة وسقط في شَرَكِهَا مغرر بهم استفاق أغلبهم ولكن دفع للأسف بعضهم الآخر الثمن غاليا، وقد كان يمكن أن يكون الثمن مضاعفا لولا حكمة السلطات التي دبرت كل هذه الأجندة البئيسة بمرونة من كان على دراية بها وبأهدافها وبمن يقف وراءها وبحدودها. وهذا كان من أهم أسباب محدودية أثرها.
    للحديث بقية و موعدنا بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    تأخير ملف المتهمين بتبديد أموال عمومية لإحضار المسؤول السابق لأملاك الدولة