بوح الأحد: خروج ملايين المواطنين بشبابهم و شاباتهم ٱنتصارا لنيل كأس العالم …
بوح الأحد: خروج ملايين المواطنين بشبابهم و شاباتهم ٱنتصارا لنيل كأس العالم خير رد في الشارع على دعوات العدميين، Z ليست مغربية، مقاولة رفيق ولد عبد السلام و شركاؤه تغتال الديمقراطية في قلب باريس و صاحب الهوية الرقمية PIWPIW غير المغربي يفضح نفسه في أروقة Z و أشياء أخرى…
أبو وائل الريفي
لا شيء يعلو على صوت الانتصار، وانتصار هذه المرة بحجم كأس العالم التي ظفر بها الشباب المغربي هذا الأسبوع. بهذا اللقب، يؤكد المغاربة أنهم يسيرون نحو الريادة الكروية العالمية بخطى ثابتة وحثيثة.
لم نجانب الحقيقة حين كنا نقول منذ سنوات، وفي أكثر من بوح، أن الانتصارات الكروية المغربية في مختلف المسابقات والأعمار ليست مصادفة أو ضربة حظ، وإنما هي نتيجة لسياسة كروية معدّة بعناية وثمرة لمخططات وبرامج مدروسة وبسبب بنية كروية تضاهي ما هو موجود في أعرق المدارس الكروية في الدول الرائدة، وهي اليوم تعطي أكلها وثمارها. نحن نعيش الآن موسم الحصاد الذي تنبئ كل المؤشرات بأنه سيكون في مستوى ما خططنا له لأننا لم نخطئ الطريق والتدبير، وما عودنا الشباب إلا القتالية والتضحية وحب المغرب.
مشوار منتخبنا الكروي يستحق أن يدرّس لأنه قدم دروسا في التحدي والوطنية والقتالية. يستفاد الكثير من الدروس من هذا الفوز، وفي مقدمة الدروس أننا انتقلنا من ثقافة المشاركة من أجل المشاركة إلى السعي لربح تحدي الصدارة والفوز بكل الألقاب والتخلص من عقدة النقص التي يريد البعض أن تبقى لصيقة بماهيتنا وكأنها جزء من جيناتنا. نستحق نحن المغاربة الأفضل ونستطيعه ولم يعد ينقصنا شيء لنكون في الصفوف الأولى. الفوز بكأس العالم للشباب هو بمثابة إعلان التحول إلى مرحلة جديدة في عالم الكرة وغيرها. من كان يظن أن المغرب يمكن أن يدحر في طريقه كل عمالقة الكرة من أمثال اسبانيا والبرازيل وفرنسا والأرجنتين؟ هل هذه كلها مصادفات؟ لا شك أن كل هذه الانتصارات تفوق الحظ لتؤكد أنها انتصارات مستحقة.
لا يمكن إغفال خطوة مؤسِّسة كان لها ما بعدها، وهي إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سنة 2009 التي دشنها حينها جلالة الملك شخصيا، وهو صاحب فكرتها، وهو الذي وجه للشروع في تأسيسها قبل ذلك بعامين، وهو الذي بقي راعيها وداعمها والمتابع لمردوديتها. كانت هذه الخطوة بداية لمخطط مدروس للتنقيب وتكوين المواهب الكروية، وقد أثمرت في وقت قصير بروز لاعبين كبار يبصمون هذا العقد بإنجازات غير مسبوقة وما كان الكثيرون ليتخيلوا حصولها في عالم الواقع.
وخطوة أخرى كان لها وقع كبير، وهي كذلك جزء من التخطيط الحكيم، وتمثلت في شباب مغاربة العالم الذين عززوا هذا التفوق الكروي المغربي باختيارهم حمل ألوان العلم المغربي غير مبالين بجاذبية تمثيل دول إقامتهم التي يحملون كذلك جنسياتها. لم يكن الأمر مجرد اختيار عادي ولكنه تعبير عن تشرب لقيم “تامغربيت” العابرة للقارات والتي يكتشف العالم أنها تنتقل بالتوارث جيلا بعد جيل دون أن يؤثر عليها اختلاف البيئة والعادات والتقاليد ونظام التربية والتعليم. وهذا ما يتحسر عليه جيراننا في العالم الآخر الذين يتأسفون على أسماء لم يستطيعوا إقناعها باللعب لهم.
السياسة الكروية التي اتبعت خلال أزيد من عقد صهرت كل هذه العوامل وأدمجتها فأثمرت فرقا ومنتخبات صارت تنافس على الريادة ولا ترضى بغير الفوز واحتلال المراتب الأولى.
هو درس قدمه الشباب لكل المغاربة -مواطنين ومسؤولين- بأن حمل القميص الوطني تكليف ويوجب على حامله التحلي بروح غير استسلامية والإيمان بأن هذا المغرب يستحق أن يكون في المقدمة دائما.
هو درس آخر قدموه لمن يريد مقاطعة منتخبنا للكبار في بطولة الكان رغم أن هذه فرصتنا لتجاوز سوء الحظ الذي لازمنا عقودا رغم أن كل المعطيات تؤكد أننا الأفضل قاريا. مضمون رسالة هذا الشباب أن المنتخبات الوطنية تستحق الدعم في مثل هذه الظرفية لأن هذه انتصارات للمغرب لا تقل عن غيرها من الانتصارات في أي مجال آخر. وهي رسالة مفادها أن بطولة الكان فرصة أخرى للمغرب لتقديم منتوج حضاري يتجاوز بعده الكروي لإظهار وجهنا للعالم كله من خلال البوابة الكروية التي أصبح لها جمهور أكثر من غيرها من المجالات وصارت لها جاذبية أكبر. فهل نتبع عدميين يريدون تفويتها؟ وهل يسقط المغاربة في فخ دعاية الجيران الذين لا شغل لهم إلا تبخيس إنجازاتنا، بل إن منهم منابر نشرت دون حياء بأن “مونديال الشباب بطولة ثانويـة غير مهمة، الصح كاين في كأس افريقيا للأمم وكأس العـــالـم للكبــار. على الصعيد الإفريقي، يحظى كأس أمم إفريقيا باهتمام وتغطية إعلامية أوسع نطاقا مقارنة ببطولة كأس العالم للشباب.” هل يمكن أن يصل الحقد إلى هذه الدرجة؟ وأين يمكن تصنيف من يجاريهم ممن ينتسب زورا إلى المغرب في حماقاتهم هذه؟ نتذكر بهذه المناسبة تلك الحملة الشعواء التي رافقت مسيرة منتخبنا بعد كل مباراة وتمنيات الخسارة لهم في المباراة القادمة وتجاهل نجاحهم في التحديات. وكذا الشعار المخدوم بخبث “مبغيناش كاس العالم”.
جواب المغاربة عن هذه “الترهات” لم يتأخر. لم يملأ جنبات المركب الرياضي في الرباط -في المباراة الأخيرة ضد الكونغو- أشباح ولكنه امتلأ بعشرات الآلاف من المغاربة من مختلف الأجيال والجهات. هؤلاء المغاربة هم الذين قطعوا أنفاسهم طيلة المباراة النهائية في منتصف الليل وبقوا مشدوهين أمام الشاشات في المنازل والمقاهي وكأنهم في حلم لم يتصوروا تحققه بهذه الطريقة لأن كثيرين راهنوا على خسارتهم وقد أحسن لاعبنا التعبير حين قال “فيهم الهضرة بزاف جينا للماتش كليناهم”، وخرج المغاربة بعد الفوز إلى الشارع في الساعات الأولى من الصباح فرحا بالظفر بلقب عالمي ليس سهلا الفوز به في زمن تتأكد فيه ريادة دول بعينها في عالم الكرة.
بالأرقام، وكل الفيديوهات والصور تؤكد ذلك، خرج المغاربة بأعداد جاوزت المليون بدون سابق اتفاق أو موعد حاملين للعلم وحناجرهم تصدح بالمغرب. في مدينة الدار البيضاء وحدها فاق العدد 200 ألف تجمعوا في كورنيش عين الدياب وقطعوا كيلومترات مشيا على الأقدام وبدون تخطيط مسبق قاطعوا ساحة ماريشال وكأنها صارت عنوانا للنحس وعلامة للاوطنية، وهي رسالة لمن اختار يوما قبل هذا الانتصار التشويش على المغاربة بما ادعاه “مليونية z” فتمخضت لتلد 60 نفرا في تلك الساحة التي تمتلئ عادة بركاب الطرامواي في يوم عطلة. ألم تكن هذه المقارنة نهاية لما سمي ب Genz212؟ ألا يمكن اعتبار هذه المفارقة استفتاء شعبيا عفويا يجب على من يدعي النضال من أجل الديمقراطية استيعاب حقيقته والامتثال لنتائجه؟
لو كبرنا الصورة لنلقي إطلالة على المغرب كله ستتضح الحقائق أكثر ولن نخطئ الحكم. ساعة بعد الانتصار العالمي، خرج أكثر من مليون مغربي في المدن والقرى والمداشر محتفلين بهذا النصر، وبالمقابل، لم يخرج مع من يراد له احتكار الحديث باسم الشباب إلا بضع مئات لم يتجاوزوا 350 تائه في المغرب كله، مع تسجيل أنهم لم يخرجوا حتى في المدن التي أعلنوا عنها في دعوتهم للمليونية التي اكتشف من كان “مغفلا” وتحت تأثير مخدر z أنها روجت للتسويق والبهرجة ولكن الواقع كذبها وبين أن كذبة z انفضحت ولم تعد تنطلي على المغاربة.
وحتى يتبين أن التجمعات العفوية للمغاربة ليست حالة استثنائية، فقد كان الاستقبال في المطار أولا، وتلته الضربة القاضية بالاستقبال الشعبي في الرباط التي أخذت زينتها احتفاء بالشباب الحقيقي وأضفى عليها مئات الآلاف في الجنبات بهاء آخر، واختتمت بالاستقبال في القصر الملكي الذي ترأسه ولي العهد مولاي الحسن في إشارة من جلالة الملك تحمل أكثر من دلالة وتقدم أكثر من رسالة. إنه جيل الشباب الذهبي الذي سيبصم مستقبل هذا المغرب ويكتبه بمداد من الذهب في مختلف المجالات والمحافل. وما يستحق أكثر من الانتباه هو الانسيابية والعفوية وحسن التنظيم والدقة في تأمين المناسبة رغم الوقت الضيق بين الإعلان والتنفيذ. والسبب في ذلك مشترك بين حرفية السلطات الأمنية والانخراط المواطن للمغاربة، وهو ما يؤكد نجاح مقاربة الأمن التشاركي الذي يعتبر فيه كل مغربي نفسه جزءا من المنظومة.
ألا تستحق كل هذه الحقائق من أصحاب دعوة مقاطعة كأس العالم مراجعة؟ ألا تستوجب كل هذه الأحداث من هؤلاء الاعتراف والاعتذار للمغاربة؟
الاعتراف بالخطأ فضيلة لا يمكن أن يتحلى بها إلا الفضلاء. ولا يتصور أن يعادي فاضل وطنه، كما لا يتصور أن يكون من أصحاب هذه الدعوات شباب يعرفون جيدا معنى هذه الإنجازات وقيمتها ودورها في الصورة التي تصل للعالم عن المغرب.
هذه مناسبة للتذكير بأن ما أريد له كذبا أن يسمى احتجاجات جيلية لا علاقة له بالشباب، ولا علاقة له بالمغرب. هي كانت دعوات من شيوخ “وظفوا” فيها “شبابا” مغفلا أو التقت بعض الإرادات الشبابية مع هؤلاء الشيوخ الأشباح مع أجندات جهات أجنبية لا شغل لها إلا تبخيس انتصارات المغرب، وحاولوا جميعهم الركوب على ظرفية دولية رأوا فيها فرصة ولكنهم تناسوا الأهم.
تناسى هؤلاء جميعا أن للمغرب حماة يقظين ومتفطنين ومستوعبين لهذا النوع من “اللعب”، وخبراء في هذا النوع من الأساليب، وأعدوا لهذا المخطط ما يستحق من تدبير وقائي فوت الفرصة على من كان يريد تصيدها. والآن يمكن الإجماع على هذه الخلاصة بعد اتضاح الحقيقة جلية.
من اليوم الأول تم فضح حقيقة استعمال رمز z وغياب أي علاقة بينه وبين مدلوله الجيلي، وتم التعامل الأمني مع الاحتجاجات بحكمة فوتت الفرصة على من كان يبحث عنها للزج بالسلطات العمومية في مواجهة مباشرة مع شباب منهم من يحتج بحسن نية فاكتشف أن كل التدخلات الأمنية كانت وقائية ومتناسبة مع حجم الخروقات لقانون التظاهر، وأحيانا كانت متساهلة في بعض بنوده تغليبا للمقاربة الحقوقية، وتمكنت السلطات من عزل من يبحث عن إشعال الشارع بالعنف المتعمد والتخريب والإحراق باستعمال ذوي السوابق والقاصرين وعدم التساهل معهم لأنهم تجاوزوا مجرد خرق قانون التظاهر إلى تخريب للممتلكات الخاصة والعامة والإخلال غير المقبول بالنظام العام وفرض أجندة فوضوية على المغاربة.
تم كذلك فضح حقيقة تلك الأسماء المستعارة، وحقيقة المتحكمين في تلك المنصة التي أريد لها أن تكون قاعدة إطلاق “صواريخ z”، وحقيقة التشبع بقيم الديمقراطية في التصويت المخدوم والموجه لخدمة أجندات موضوعة سلفا، وحقيقة من يقف وراء كل هذا المخطط من أعداء المغرب. وكل هذا كان موثقا مما جعل فئات من “المغفلين” يتراجعون ويبتعدون ويعتذرون.
من الحقائق التي سأنشرها -ويمكن للمعنيين بها التكذيب إن امتلكوا الجرأة والأدلة على ذلك وهذا حقهم المكفول لهم- ما حدث في منتصف هذا الشهر من طرف ابن قيادي نهجوي شاخ بهم الزمن. رفيق ابن الرفيق الموجود خارج المغرب حاول بوسائل خسيسة -لا علاقة لها بما يدعيه منتحلو صفة z من قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان- السطو على Genz212 بتصويت مصطنع ومختار توقيته بعناية لضمان تمرير أجندة جديدة للحركة. “الرفيق” الحامل للهوية الرقمية Mizo -بدلالتها المغربية “معيزو”- حاول اصطناع تصويت يمكنه من “تصعيد” أدمينات جدد ومنحهم صفات للتحكم في رقاب “الشباب” وتسمية بعضهم أعضاء لجنة الأخلاقيات (7) والبعض الآخر أعضاء المجلس الإداري (5) ليؤكد أنه يبحث عن تحويل Genz212 إلى مقاولة “ولد عبد السلام وشركاؤه”، وهو ما تم له بتمرير تصويت له ب43 صوتا، وبعد أيام فقط طرح ميثاقا جديدا لما سماه z الفرنسية وفرضه على الغير بخشونة، وأغلق كل أبواب الحركة بعد أن امتلك حق إدخال وطرد من يريد لها ومنها. هذه هي حقيقة ديمقراطية z، وهذه هي أماكن نشأتها ونشاطها. لذلك قلت في أكثر من مناسبة، ومن اليوم الأول، أن z ليست مغربية.
في فرنسا اجتمع ما يقارب المائة، ولكن صاحب المقاولة المسترزقة بنضال “الشباب” أقصاهم واستغفلهم ليتمكن هو وأصحابه -الحاملين لهويات رقمية تخفي أسماءهم وصفاتهم- من تهريب الحركة عن الجميع. لم نسمع لأي من هؤلاء جميعا كلمة استنكار أو اعتذار عن امتهان العلم المغربي في الشارع ودوسه بالأقدام من طرف من كانوا جزءا من وقفتهم التي فضحوا فيها وبها حجمهم وحقيقتهم، وهي جريمة تعاقب عليها كل القوانين في العالم. هم أثبتوا أن همهم ليس الاحتجاج ولكن الإضرار بالمغرب الذي يحقدون على نجاحاته. هذه جريمة أخرى أيقظت جزءا من الشباب “المغفل” الذي فهم من يقف وراء Genz212 وحقيقة أهدافه المضمرة.
من الانزلاقات التي سقط فيها “ولد عبد السلام وشركاؤه” السعي لربط الاتصال مع مدغشقر ونيبال، ولكنهم اكتشفوا أن في مدغشقر عسكر استولوا على الحكم في سياقات خاصة لا يمكن تعميمها، وفي نيبال خصوصيات مرتبطة بالدولة والنظام والشعب. مرة أخرى يثبت هؤلاء أنهم غرباء عن المغرب وبيئته وحقائقه، ويؤكدون أن الاستيراد الجاهز هو ما يحكم كل حركتهم.
بدأت تتضح الآن للعموم خيوط اللعبة والمتحكم فيها من خارج المغرب وبجنسيات غير مغربية لأن الهويات المجهولة لا يمكن أن تستر حقيقة حامليها. صاحب الهوية الرقمية piwpiw أحد مهندسي Genz212 فضح نفسه بنفسه وتأكد الكل أنه ليس مغربيا وصار معروف يقينا انتماءه لدولة “العالم الآخر” و تواجده في الجارة وتحكمه في المنصة وتوجيهه للشباب المغفل في الداخل ل”حتفهم” المعنوي الذي يعزلهم عن دينامية هذا المغرب التي يصنعها شبابه الحقيقيون ويسوقونها للعالم كله كتجربة نجاح جماعي. فهل سيتحدانا PIW PIWأو عيو عيو و يخرج في بودكاست صوتا و صورة و يثبت لنا أنه من صلبنا أم من صلب الكابرانات.
لا بد من التنبيه إلى أن z المغربية لم تنجح لأن قياس المغرب على غيره خطأ وخطيئة، فكيف يمكن تصور أن موجة عصفت بنظم مدغشقر ونيبال يمكن أن تطال المغرب الذي يعيش تحوله الديمقراطي والتنموي بهدوء وسلاسة؟ وكيف تخيل الأشباح والشيوخ ومن يتحكم فيهم أن المغرب ضعيف ومتفكك لهذه الدرجة؟
لم تنجح سياسة الخلط المشبوه والمتعمد بين مشاريع اجتماعية والأوراش الكبرى لأن المغاربة متشبثون بهما معا ولا يفاضلون بينهما، والحل الذي يرونه هو الاستمرار فيما هو ناجح واستدراك النقص والخلل فيما هو متعثر دون توقيف المشاريع الناجحة، وهذا هو جوهر ما نادى به الملك في خطابه أمام البرلمان.
لم تنجح الاستعانة بالقاصرين ودفع المخربين للواجهة والمواجهة مع السلطات الأمنية لأن المغرب دولة قانون ومؤسسات لا يتسامح مع من يستهدف النظام العام وقد انتبه لذلك الشباب. لم تنجح الورقة الحقوقية لأن الصور والفيديوهات كانت واضحة واطلع عليها العموم. لم تنجح مناورات z في استدراج السلطات للتدخل خارج القانون والإفراط في استعمال السلطة لأنها لم تستفز وتصرفت بمهنية وحرفية وفي احترام تام للقانون ولحقوق الإنسان وأغلب التدخلات كانت لفض تجمهرات غير قانونية. لم ينجح تنوعير z لأن مؤسسات الدولة تماسكت ولم تنخدع بالبهرجة الاحتجاجية وبينت أنها مؤسسات راسخة ومبنية على أساس صحيح، هو الإرادة الشعبية. لم تنجح لأن منطق الدولة واحترام الإرادة الشعبية هو الذي انتصر في الأخير. لم تنجح لأن الشعب كان بعيدا عنها وتفطن للعبة مبكرا فاختار الموقع الصحيح إلى جانب المقاربة البنائية للدولة والمعالجة السلمية لأي اختلالات أو نقائص.
المليونية المزورة كانت ليلة السبت مناسبة لإعلان وفاة Genz212، وما يزال شيوخ وأشباح الحركة يرفضون الاعتراف بالحقيقة ويترددون في تسلم شهادة الوفاة وترتيب الأثر لأن “إكرام الميت دفنه”. زاد هذه الحقيقة تأكيدا المليونية الحقيقية التي تكررت بشكل عفوي والتي صنعها الشباب الحقيقي الذي خرج كاشفا وجهه وبهويته الحقيقية في الساحات وليس “الزيديون” (أي المنتسبون زورا إلى z وليس الشيعة الزيدية) الذين فتحت لهم الساحات للاحتجاج فكانوا أمام الاختبار العددي وسقطوا فيه لأنهم لم يتجاوزوا مئات في المغرب كله.
الجنازة في بيت الطوابرية كانت مضاعفة لأن المجلس الوزاري زاد من انتكاستهم بمخرجاته التي أكدت أن الدولة تشتغل بمنطق الاستمرارية في أوراشها المبرمجة ولا تفكر وتقرر تحت الضغط فلكل مناسبة أولوياتها ولكل خطاب مستهدفون به. يحاول البعض تطويع مخرجات المجلس الوزاري لادعاء أنها استجابة للاحتجاجات ولا شيء يسند هذا التعسف في الاستنتاج. التعليم والصحة أولويات في السياسات العامة للدولة وتمت برمجة أجرأة هذه الأولوية في مشروع قانون المالية قبل أن تظهر “خرافة z” لأن توجهات مشروع قانون المالية تناقش وتصاغ منذ شهور.
الجديد في المجلس الوزاري كان ردا غير مباشر على كل محاولات المس بالاختيار الديمقراطي والتشويش على سمو الإرادة الشعبية التي تجسدها بشكل منتظم صناديق الاقتراع. لا إقالة للحكومة ولا حل للبرلمان إلا بآلية الديمقراطية وفي الوقت المحدد لها وفي نطاق أحكام الدستور.
قد يكون لفئة من الشباب مؤاخذات على بعض الأحزاب ولكن لن يكون حلها هو الجواب لأنه لا يتصور وجود ديمقراطية بدون أحزاب. الحل اقترحه المجلس الوزاري ويتجلى في فتح الباب أمام فئة من الشباب اللامنتمي للترشح في الانتخابات، والدولة ستقدم لهم تحفيزات مهمة ليكون ترشيحهم تنافسيا وليتأهلوا لهذه المهمة حتى لا يكون التمويل عائقا. هذا مقترح مهم لإدماج الشباب في المؤسسات، وهو الذي سيمكن من يريد خدمة بلاده ولا تعجبه المؤسسات التي تفرزها الانتخابات من الأحزاب ليقدم بديله ويعرف وزنه، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. هل سيلتقط من يدعي المشروعية الشعبية من بعض أصحاب الهويات المجهولة الإشارة ويفهمون الرسالة؟
هي شهور قليلة تفصلنا عن هذا الموعد الانتخابي، وحينها سيكون الجواب.
موعدنا بوح قادم.