الرباط…لقاء موضوعاتي حول التقدم المحرز في أبحاث علوم الأعصاب
الرباط…لقاء موضوعاتي حول التقدم المحرز في أبحاث علوم الأعصاب
شوف تيفي
احتضنت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالرباط، اليوم الجمعة، لقاء موضوعاتيا حول التقدم المحرز في أبحاث علوم الأعصاب وإسهامه في تعميق المعرفة بوظائف الدماغ البشري في حالاته الطبيعية والمرضية.
والتأم خلال هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من هيئة علوم وتقنيات الأحياء التابعة للأكاديمية، نحو ستين أكاديميا وباحثا مرموقا من المغرب والخارج، بحثوا آخر تطورات البحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة في مجال علوم الأعصاب.
وأبرز أمين السر الدائم للأكاديمية، عمر الفاسي الفهري، في افتتاح هذا الحدث، أن اختيار هذا الموضوع يعكس حجم الطموح الذي تحمله اليوم الأوساط العلمية لفهم أحد أعقد الأنظمة في الطبيعة، وهو الدماغ البشري.
وأكد أن هذا الحدث العلمي يشكل مناسبة متميزة لتسليط الضوء على التقدم الكبير الذي تحقق، خلال السنوات الأخيرة، بشأن فهم عمل الدماغ البشري، سواء في ما يتعلق بالميكانزمات العصبية الأساسية، أو بالمقاربات العلاجية الجديدة، أو بالتقنيات الناشئة التي تعيد تشكيل طرق استكشاف النشاط الدماغي.
وأضاف أن بروز التكنولوجيات الجديدة، بفضل هذه المقاربة متعددة التخصصات، أتاح تطورا كبيرا في أبحاث علوم الأعصاب، مشيرا إلى أن من بين التكنولوجيات الواعدة في البحث والتطبيقات على السواء، هناك التصوير العصبي، ولا سيما التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM)، الذي أحدث ثورة في المعرفة العلمية بهذا المجال.
وأوضح الفاسي الفهري أن هذه الطفرة التكنولوجية مكنت أيضا من التعاطي مع عدد من التحديات المستمرة، خصوصا تلك المتعلقة بفهم الأمراض التنكسية العصبية، والاضطرابات النفسية، وآليات الشعور بالألم، وكذلك عمليات المرونة الدماغية.
وأبرز أن التقدم الكبير في تقنيات تصوير الدماغ أتاح مراقبة النشاط العصبي بدقة غير مسبوقة، ورسم خرائط الدوائر الوظيفية، وإقامة روابط متينة بين الديناميات الدماغية والعمليات الإدراكية، موضحا أن هذه التطورات المنهجية تلقي مزيدا من الأضواء على آليات الذاكرة واللغة واتخاذ القرار والانفعالات.
من جانبه، اعتبر عبد السلام الخمليشي، الأستاذ المبرز في جراحة الأعصاب بجامعة محمد الخامس بالرباط وعضو بالأكاديمية، أن هذا اليوم الموضوعاتي يشكل فرصة للتعمق في دراسة وفهم الدماغ البشري والوقوف على التقدم المحرز في تحسين التكفل بأمراض الجهاز العصبي.
وتعد هذه الأمراض تحديا رئيسيا للصحة العامة، في المغرب وعبر العالم، ما يبرز أهمية هذا اللقاء الذي يتيح للمشاركين من داخل المغرب وخارجه تبادل الخبرات والمعارف، لا سيما في ما يتعلق بالبحث العلمي والرعاية الصحية، وفتح آفاق لتكوين الأجيال القادمة في هذا المجال الحيوي.
وحقق هذا المجال تقدما هائلا لدرجة أن خمس جوائز نوبل في الطب والفيزيولوجيا، منذ عام 1901 إلى اليوم، منحت لعلماء في علوم الأعصاب، التي باتت تشمل اليوم أكثر من عشر تخصصات علمية كبرى قائمة بذاتها.
المصدر: شوف تي في