لليوم الثالث على التوالي: أزمة عطش خانقة تُلقي بظلالها على مدينة برشيد

لليوم الثالث على التوالي: أزمة عطش خانقة تُلقي بظلالها على مدينة برشيد

A- A+
  • لليوم الثالث على التوالي: أزمة عطش خانقة تُلقي بظلالها على مدينة برشيد والمناطق المجاورة

    شوف تيفي

  • طارق عطا

    تعيش ساكنة مدينة برشيد وعدد من الجماعات الترابية التابعة لإقليمها، منذ أكثر من ثماني وأربعين ساعة، على وقع مأساة انقطاع الماء الصالح للشرب، وهي أزمة فاجأت المواطنين وخلّفت موجة عارمة من الاستياء والتذمر الشديدين.

    هذه المحنة اليومية، التي تتسم بندرة المورد الحيوي، دفعت السكان إلى البحث عن حلول بديلة ومُرهقة، حيث اضطر العديد منهم صباح يوم الثلاثاء إلى الاستعانة بالحّمامات ومحلات غسل السيارات لجلب حاجتهم الضرورية من المياه لأغراض الاستعمال المنزلي.

    وتتفاقم حدّة هذا المشكل في ظل غياب شبه تام لدور الجهات المسؤولة في تقديم حلول فورية وعملية، ولو عبر تفعيل نظام الصهاريج المتنقلة، وهو الإجراء الذي أثبت فعاليته في مناطق أخرى شهدت نفس المشكل.

    تعود جذور هذه المعاناة، التي بدأت منذ مساء يوم الأحد الماضي، وتحديداً في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، إلى عطب مفاجئ ضرب قناة الإنتاج الرئيسية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء.

    وقد أشار بلاغ صادر عن المديرية الإقليمية ببرشيد للشركة الجهوية المتعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات إلى أن هذا الخلل التقني سيؤدي إلى انقطاع التزويد عن مدن رئيسية تشمل برشيد، السوالم، سيدي رحال، وأولاد عبو.

    بالإضافة إلى جملة من الجماعات الترابية مثل الساحل أولاد حريز، سيدي المكي، لحساسنة، لغنيميين، بن معاشو، سيدي بن حمدون، سيدي عبد الخالق، والسوالم الطريفية. وفي خضم هذه الأزمة، لم يخفِ المواطنون استغرابهم وامتعاضهم من صمت المسؤولين، الذين بدا أنهم فضّلوا الركون إلى الصمت، تاركين ساكنة بأكملها تواجه مصيرها في محنة البحث عن قطرة ماء.

    في خضم هذا المشهد القاتم، وبخطوة وُصفت بأنها إنسانية واستعجالية، بادر المجلس الجماعي لبرشيد إلى اتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من وطأة الانقطاع.

    فقد سارع المجلس إلى توفير شاحنات صهريجية، هدفها الأساسي تزويد عدد من المؤسسات الحيوية والضرورية بالماء الصالح للشرب، وذلك لمواجهة التداعيات الخطيرة للعطب التقني الكبير الذي طال مركز التزود انطلاقاً من سد الدورات. وقد شملت هذه العملية، في مرحلتها الأولى، مؤسسات ذات أهمية قصوى مثل:

    السجن المحلي.

    مستشفى الأمراض العقلية والنفسية.

    مراكز تصفية الدم (غسيل الكلى).

    بعض المؤسسات التعليمية المتضررة.

    إلى جانب ذلك، تم العمل على تشغيل آبار المساحات الخضراء الواقعة بالحدائق والشوارع الرئيسية، وذلك كإجراء إضافي لتوفير مصدر ماء لسد بعض الحاجات العاجلة.

    ومن المرتقب أن تشهد الساعات القليلة المقبلة انطلاق قوافل أخرى لتزويد باقي الأحياء والمؤسسات المتأثرة، في محاولة للحفاظ على الحد الأدنى من الحياة الكريمة للسكان، ريثما يتم الانتهاء من إصلاح الخلل الفني وعودة التزويد الطبيعي والمنتظم بالماء.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    تأخير ملف المتهمين بتبديد أموال عمومية لإحضار المسؤول السابق لأملاك الدولة