مؤسسة المدى والمعهد الوطني للبريد والاتصالات يطلقان أول ماجستير متخصص في البيانات والذكاء الاصطناعي بالمغرب

أطلقت مؤسسة المدى بالتعاون مع المعهد الوطني للبريد والاتصالات (INPT)، اليوم، أول برنامج ماجستير متخصص في البيانات والذكاء الاصطناعي من نوعه في المغرب. ويتميز هذا البرنامج بدمجه الفريد بين التكوين الأكاديمي والتدريب المهني المدفوع الأجر، ويهدف إلى إعداد جيل جديد من الكفاءات العالية القادرة على قيادة مسار التحول الرقمي والتكنولوجي في المملكة.

و يمتد البرنامج على مدى سنتين ويستهدف خريجي الإجازة في تخصصات الرياضيات، أو تكنولوجيا المعلوميات، أو الفيزياء. وُضِعَ تصميم الماجستير ليكون نموذجًا تجريبيًا يجمع بين:

سنة أولى (جذع مشترك): تأسيس معرفي وأكاديمي متين.

سنة ثانية (تخصص): تعميق المهارات التقنية والاستراتيجية في المجال.

الأهم من ذلك، يتم دمج الطلبة في تدريب عملي مستمر داخل المؤسسات الشريكة طوال مدة البرنامج، ما يضمن اكتسابهم للخبرة المهنية جنبًا إلى جنب مع المعرفة الأكاديمية.

و يحظى البرنامج بدعم ومواكبة من أربع مؤسسات مغربية رائدة هي: التجاري وفا بنك، وإنوي، ومناجم، ومجموعة مرجان. ستستقبل هذه الشركات الدفعة الأولى من الطلبة لفترات التدريب، وتساهم في التكوين من خلال توفير دراسات حالات عملية مستمدة من واقع قطاع الأعمال، بالإضافة إلى التركيز على تطوير المهارات الناعمة الضرورية لتأهيل الطلبة كفاعلين محوريين في التحول الرقمي الوطني.

وفي هذا الصدد، أكد السيد أحمد طمطاوي، المدير بالنيابة للمعهد الوطني للبريد والاتصالات، أن “هذا البرنامج يجسّد رؤيتنا بكل وضوح، إذ يهدف إلى تكوين كفاءات عالية قادرة على التصدي لتحديات التحول الرقمي والتكنولوجي للمملكة. ومن خلال هذه الشراكة مع مؤسسة المدى، نتيح لطلبتنا تكويناً يجمع بين الجانب الأكاديمي والخبرة المهنية، بما يسهم في تأهيل المواهب التي يحتاجها المغرب لبناء مستقبله.”

كما تم الإطلاق الرسمي للماجستير يوم 6 أكتوبر، رغم أن الدراسة قد بدأت فعليًا في 22 شتنبر 2025. وتضم الدفعة الأولى 30 طالبًا تم اختيارهم بعناية فائقة عبر مراجعة السجلات الأكاديمية واختبارات كتابية وشفوية. ومن المرتقب أن تبدأ أولى الدورات التدريبية داخل الشركات الشريكة في يناير 2026.

و من خلال هذا البرنامج، تؤكد مؤسسة المدى التزامها بتحقيق “الأثر الإيجابي” عبر دعم تعليم عالٍ موجه لمهن المستقبل ومتوافق مع احتياجات سوق العمل الفعلية. كما يرسخ المعهد الوطني للبريد والاتصالات مكانته كمرجعية وطنية في مجال التكوين المتميز. ويطمح هذا النموذج التجريبي القابل للتوسع إلى تكوين عدد متزايد من الطلبة في السنوات المقبلة لمواكبة الطلب المتنامي على خبراء البيانات والذكاء الاصطناعي.

المصدر: شوف تي في