بوح الأحد: في أفق عودة ما تبقى من أهلنا المهجرين منذ خمسين سنة من تيندوف…
بوح الأحد: في أفق عودة ما تبقى من أهلنا المهجرين منذ خمسين سنة من تيندوف، المغرب يستعد في صمت من أجل تيسير العودة و سبل العيش قبل أول عيد الوحدة، نهاية GENZ، من الرياض إلى جنوب هولندا إيمانا بعزة المغرب و أشياء أخرى…
أبو وائل الريفي
كان لافتا للانتباه في ذكرى المسيرة الخضراء هذا الأسبوع الإقبال الكثيف على اقتناء العلم الوطني الذي زينت به واجهات المحلات والمنازل والشوراع، وصار مألوفا مشهد توشح العلم الوطني في مناسبات كثيرة رياضية وفنية وغيرهما بما في ذلك احتجاجات على سياسات تدبيرية لأن الاختلاف حول هذه السياسات لا يؤثر على الارتباط بالدولة والموقف الموحد بشأنها. وكان لافتا للانتباه كذلك اكتساح صورة العلم الوطني لصور بروفايلات الكثير من المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي. لهذا الارتباط بالعلم الوطني دلالات لا تخفى على أحد لأن العلم الوطني يرمز إلى الدولة ويعني التشبث بوحدتها وهويتها والاعتزاز بالانتماء إليها والافتخار بقيمها وتاريخها. وهذه كلها هي رافعات ومحركات الشعوب من أجل إنجاح كل دينامية تنموية، وهي التي تكون ملاذا للشعوب في كل اللحظات المفصلية التي يرتفع فيها الشعور الوطني ليكون هو المناعة ضد كل تهديد أو تشويش.
لا نستغرب هذا الشعور الوطني على المغاربة لأنهم عاشوا خلال هذا الشهر لحظات فرح ونشوة انتصارات غير مسبوقة، ولذلك سيؤرخ لشهر أكتوبر بالشهر غير المسبوق في مغرب ما بعد الاستقلال لأنه الشهر الذي استكمل فيه المغرب سيادته على كل أراضيه بمقتضى الشرعية الدولية التي جسدها قرار مجلس الأمن S/RES/2797(2025) بعد أن كانت منذ عقود بقوة الواقع المدعوم بقرارات لم تصل إلى درجة الحسم الذي كان عليه قرار هذه السنة الذي نص على أن لا حل للنزاع حول الصحراء المغربية إلا على قاعدة الحكم الذاتي المغربي وتحت السيادة المغربية. وسيسجل بأن في هذا اليوم خرج المغاربة بالآلاف في مختلف المدن بشكل تلقائي احتفالا بهذا القرار.
كان واضحا منذ عقود أن المغرب صاحب حق ولا يطالب إلا بحقه ويواجه في ذلك مطامع دول وتكتلات عدة، وقد تحلى في هذه المواجهة بكل ما يلزم من ضبط نفس وصبر وإصرار وتسلح بكل الأدوات اللازمة للدفاع عن حقه، وترافع عن هذا الحق حتى بلغ إقناع جل المنتظم الدولي وأهم القوى العظمى، وكانت نتيجة هذه المسيرة الطويلة الاعتراف الدولي بسيادته على صحرائه.
نقطة قوة المغرب كانت دوما حسن تدبيره للملف والقدرة على التأقلم مع كل المتناقضات وتطويعها لما يخدم مقاربته، والالتفاف الشعبي حول هذه المقاربة حتى صار المنتظم الدولي يعي بأن أي مساس بموقف المغرب يعني استعداء للشعب بكل مكوناته.
لكل ما سبق، شكل يوم صدور هذا القرار لحظة مفصلية سماها جلالة الملك في خطابه “فتحا جديدا” و”مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث. فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده”، وبين بأن ما سيترتب على ذلك أنه “حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية”. ولذلك استحق هذا اليوم أن يكون مناسبة تخلد كل سنة لأنه أفضل تاريخ يرمز لكل معاني السيادة والوحدة الوطنية والترابية.
هو يوم الوحدة الترابية لأنه كان اليوم الذي اعترفت فيه الشرعية الدولية بصريح العبارة والإشارة إلى ما جسدته الشرعية التاريخية والوطنية والدينية منذ عقود في تلك البقعة الترابية العزيزة من أرض هذا المغرب.
هو يوم الوحدة الوطنية لأنه اليوم الذي فتح فيه المغرب أحضانه ومد فيه المغاربة أيديهم على لسان الملك “رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمة، وضامن دوام الدولة واستمرارها” إلى ما تبقى من إخوانهم المغاربة في المخيمات بكل ما يحفظ ماء وجههم من أجل لم الشمل “للمساهمة في تدبير شؤونهم، وفي تنمية وطنهم، وبناء مستقبلهم، في إطار المغرب الموحد”. وبدون تمييز أو أخذ بعين الاعتبار ما حدث في الماضي الذي لا تتحمل هذه الأجيال مسؤوليته وتبعاته، وهو ما أوضحه الملك في خطابه: “وبصفتي ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن”. سيبقى هذا اليوم عنوانا للوحدة الوطنية التي لا تميز بين منطقة وأخرى، وبين مواطن وآخر لأن المغرب الصاعد والموحد يفتح ذراعيه لكل أبنائه على قدم المساواة للمساهمة في نمائه، وهو اليوم الذي يجُبّ كل ما قبله.
اتخاذ هذا اليوم عيدا وطنيا وتسميته ب”عيد الوحدة” “بما تحمله من دلالات وإحالات على الوحدة الوطنية والترابية الراسخة للمملكة، وبما سيشكله من مناسبة وطنية جامعة للتعبير عن التشبث بالمقدسات الوطنية للمملكة وحقوقها المشروعة” له أكثر من معنى ومغزى، ويوجه أكثر من رسالة للداخل والخارج، ولذلك تلقى الرأي العام الوطني والدولي هذا القرار باطمئنان وارتياح، وسيرى العالم كله الالتفاف الشعبي للمغرب حول وحدته الوطنية والترابية في هذه المناسبة في ما نستشرف من سنين.
لاحظ العالم كله حكمة المغرب بعد هذا القرار، واستحسن السرعة التي توجه بها جلالة الملك بخطابه لتوجيه مظاهر الاحتفال الشعبي حتى لا تحيد عن الوجهة التي تراعي المستقبل، واستحسن المنتظم الدولي العبارات المنتقاة بعناية في الخطاب وسياسة اليد الممدودة المتواصلة والرغبة في تجنب كل مظاهر الانتصار التي يمكن للطرف الآخر أن يفهم منها الإذلال أو إلحاق الهزيمة، وسبب ذلك كله أن المغرب ينظر إلى ما هو أكبر من النصر والهزيمة في نزاع مفتعل كانت نتيجته معروفة طال الزمن أم قصر لأن ما ضاع حق وراءه طالبه وصاحبه، ولكنه يرغب في الطي النهائي والسريع للنزاع والتوجه إلى ما هو أهم للمنطقة كلها بعد أن أزيل عن قدميها المسمار الذي كان يعوق طريقها نحو الاندماج والتعاون والتنمية.
لم يكن مفاجئا أن يقدم الملك على خطوات بعد القرار التاريخي لمجلس الأمن الذي كانت بنوده بمثابة إعلان نهاية لهذا النزاع المفتعل الذي عمر لنصف قرن دون أسباب منطقية، سوى تعنت بعض أطرافه وعدم رغبتهم في وضع حد له رغم حالة النزيف التي يسببها للمنطقة كلها.
خطاب الملك كانت منتقاة عباراته بعناية ومصاغة أفكاره بدقة ومرتبة مضامينه باستحضار المستقبل ومستوحاة مقترحاته مما ألفناه من جلالته في كل خطبه. لقد ظل الملك دائم التذكير بالأخوة التي تربطنا بالجيران وبفتح أذرع المغرب لكل الراغبين في العودة إليه ممن ساقتهم سياقات لم يعد من المجدي التفصيل فيها لأن التوجه نحو المستقبل يتطلب فتح صفحة جديدة بدايتها هي أن المغرب بلد لجميع المغاربة، والمغرب يستوعب كل آراء واختلافات المغاربة لأن سر قوة المغرب في تنوعه وتعدديته وبنائه على أساس متين قادر على استيعاب الجميع.
بذلك الخطاب، بين الملك مرة أخرى أن الملكية عمود الخيمة وأنه قائد سفينة المغرب وحاميها من كل ما يمكن أن يصيبها أو يصيب ركابها بضرر. والأهم من هذا، بين الملك أن أخلاق الملكية وعراقتها وتقاليدها عاصم لها من أي انجرار نحو عداوات مجانية وتجاذبات فارغة واصطدامات لا جدوى منها.
يشعر المغاربة اليوم باعتزاز كبير ومضاعف، الأول أنهم ربحوا معركة السياسة والدبلوماسية والميدان وانتصروا على كل المناورات التي كانت تستهدف وحدتهم الترابية والوطنية، والثاني أن هذا الحدث عزز عندهم التشبث بملكهم وملكيتهم لأنهم رأوا في تدبيره لهذا الملف حكمة طيلة كل المراحل، بما فيها مرحلة ما بعد إقرار مجلس الأمن بسيادة المغرب على صحرائه وصلاحية مقترحه للحكم الذاتي ليكون قاعدة الحل لنزاع مفتعل.
أخلاق النصر مهمة في مثل هذه المناسبات، وقد تجلت في الحفاظ على توازن الطرف الآخر لأن مصلحة المغرب تكمن أساسا في بقاء كل دول المنطقة قوية وموحدة ومتماسكة فهذه هي بوابة تنمية المنطقة وتمنيعها ضد كل عوامل إضعافها والتحكم في خيراتها.
يمثل الطي النهائي والمتوازن لهذا الملف فرصة سانحة لتسريع وتيرة تحقق مشروع الساحل الأطلسي الذي صار اليوم قاب قوسين أو أدنى من التحقق بما فيه مصلحة دول كثيرة إلا من ارتضت لنفسها أن تعاكس التيار وتعزل نفسها. وأكرر دائما أنه مشروع قد ينقل القارة الإفريقية برمتها إلى مرتبة متقدمة إن أحسن استثمار فكرته وتنزيل مقتضياته، والمغرب لا يتغيى منه مصلحة خاصة فقط ولكنه يفكر بمنطق “قاري” بطرحه، ولن نجازف إن قلنا بأن منطق التفكير فيه يتجاوز بعده القاري لأنه يستحضر بأن ثماره ستستفيد منها القارة الأوربية كذلك بتوقيف نزيف الهجرة غير النظامية والقضاء على بؤر الجريمة والإرهاب التي تهدد المنطقة وسواها.
من الآن يكتشف الكل الجاذبية الاستثمارية للمنطقة واهتمام مستثمرين كثر بها، وهو ما سينعش الساحل الإفريقي كله وستستفيد منه شعوب المنطقة جميعها. ولذلك ظل جلالة الملك يتحدث على أن هذا المشروع سيكون منطقه بالنسبة لجميع أعضائه هو رابح-رابح.
عامل الوقت مهم في تدبير ما بعد قرار مجلس الأمن، ومحاولات ربح الوقت ولي عنق هذا القرار وتبخيسه لن تنفع. والإصرار على قراءته خارج سياقه والتعسف في تأويل عباراته لاستصدار ما يقلل من قيمته لن تفيد. وما على الجميع إلا التعامل على أساس الأمر الواقع والدخول في مرحلة تنزيل تفاصيل الحكم الذاتي بشكل تشاوري تجنبا لفوات الأوان وتضييع فرصة قد لا تتاح مستقبلا.
يستوعب الجميع الآن أن أسلوب جلالة الملك ومنهجية عمله ناجحان، وأنه يربط عمله دائما بالنتائج لأنه أحرص على التقييم وفق ذلك، وهو ما يسمى “شرعية الإنجاز”، وما أنجزه في مجال اختصاصه السيادي المسند إليه في الدستور أكثر من المتوقع. يفهم اليوم الرأي العام وبعض الطوابرية صحة ما نقوله دائما حول احترام الملك للدستور وانضباطه لمقتضياته والاختصاصات التي ينص عليها. يحترم الملك اختصاصات كل سلطة وصلاحيات كل مؤسسة وينشغل بالاختصاصات المسنودة إليه دستوريا، وضمنها العلاقات الخارجية للمغرب.
أسلوب الملك قائم على مبدأ احترام الدستور وعلى قلة الكلام وكثرة الفعل لأن “الخبر ما ترى لا ما تسمع”، ومن اطلع على كواليس وتفاصيل ومراحل التصويت على قرار مجلس الأمن الأخير يفهم الدور المحوري للملك في تيسير الكثير مما تعسر وفك العديد من التعقيدات وجلب الكثير من الأصوات لذلك القرار. يثق المنتظم الدولي في جلالة الملك ومصداقيته وحكمته وإرادته حل هذا النزاع دون غالب أو مغلوب، ويثق في الضمانات التي يقدمها لساكنة المخيمات حين يمد ذراع المغرب لهم على قدر المساواة مع غيرهم من مغاربة الوطن.
مغرب المشاريع الكبرى مستمر في أوراشه التنموية، وحصادها يراه المغاربة يوما بعد آخر في معيشهم اليومي. آخر الإنجازات التدشينُ الملكي للمركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس للرباط، وموازاة مع ذلك أعطى جلالته تعليماته لافتتاح المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لأكادير.
يؤشر هذا التدشين على ولوج المغرب لعهد جديد من البنيات الاستشفائية الحديثة والذكية، وعلى تنزيل مقتضيات الإنصاف الترابي والتوازن المجالي بين مختلف المناطق، وعلى تأمين حق المغاربة في مختلف الجهات من الاستفادة من الجيل الجديد لخدمات الرعاية الصحية بالاعتماد على مؤسسات استشفائية تدمج الابتكارات الطبية الأكثر تقدما ومدعومة ببنية جامعية مرجعية وبحثية. بهذه المشاريع يتهيأ المغرب لإنجاح ورش التغطية الصحية بمراعاة جهاته ومناطقه.
ينظر البعض فقط إلى المساحة والبناية ويتناسون ما تتطلبانه من تجهيزات وموارد مادية وبشرية، والحمد لله أنها متوفرة في المغرب بما يسد الحاجة، والمغرب من الدول التي يشهد لأطبائها بالكفاءة في مجالات تخصصية كثيرة على الصعيد الدولي.
تدشين هذين المركبين مناسبة لمساءلة من استعجل الخروج للشارع باحتجاجات غير مبررة في حينها وصارت اليوم خلفياتها مكشوفة للجميع. وقد عبرت حينها في أول بوح بعد اندلاع تلك الاحتجاجات عن طبيعة المستشفيات الجامعية التي يتوفر عليها المغرب والتي تعتبر مفخرة وطنية كان يجب على الشباب الذين غرر بهم الاعتزاز بها وتجنيبها مزايدات “مجهولين” من ذوي الأجندات التخريبية.
ألا يستدعي هذا الحدث مراجعة الموقف؟ ألا يتطلب الاعتراف بالخطأ؟ ألم يكن سبب التسرع جهل بالمشاريع التي في طور الإنجاز؟ هل يعذر من يجهل مشاريع بهذا الحجم وما تتطلبه من وقت وكلفة لشروعها في العمل؟
يعي كل من اطلع على طبيعة هذين المركبين أنهما ليسا نتيجة تفكير شهر أو شهرين، وأن إنجازهما يتطلب مدة أطول، وهذا يؤكد أن الدولة حين تعبر بأن الصحة أولوية في سياساتها لا تجانب الصواب ولكن لكل شيء أجل.
هي كذلك رسالة لأولئك الذين يرفعون، بحسن أو سوء نية، شعارات جوفاء مثل “مابغيناش كأس العالم” و”مابغيناش الملاعب” و”مابغيناش التي جي في”. الجواب كان في الخطاب الملكي لافتتاح الدورة البرلمانية: نريد كل هذه مرة واحدة وبدون مفاضلة لأن لنا قدرة على تحقيقها جميعا ولنا من الإمكانيات ما يمكننا من ذلك شريطة توفير حكامة تدبيرية وهي مهمة الحكومة التي يلزم تفعيل كل أدوات الرقابة عليها التي توفرها مؤسسات الدولة ويضمنها الدستور.
لقد استمرت الدولة في عملها ولم توقف برامجها واتضح أنها لا تغيب تلك المطالب التي رفعت “مكرا” لاستدراج بعض الفئات والركوب عليها لتأجيج الأوضاع خدمة لجهات يضرها كثيرا نجاحات المغرب في أكثر من واجهة وعلى أكثر من صعيد. ها هم “الزيديون:z” يعترفون بالأمر الواقع مجبرين رغم أن المسؤولية تقتضي الاعتراف والاعتذار لكل من تسببوا لهم في أذى مادي ومعنوي. “الزيديون:z” بعد معاينة حالة الإفلاس ومشاهدة حالة العزوف عنهم واكتشاف أنهم ضد التيار الوطني يأخذون راحة لمدة أسبوعين بدعوى ظاهرها التقاط الأنفاس والانتقال إلى فصل جديد وهو ما يؤكد أنهم في “مسرحية” بانت “حموضتها” منذ الفصل الأول، ولكن حقيقتها حالة يأس تنتابهم جميعا لأنهم رأوا عزلتهم عن المغاربة واكتشف بعضهم أنه كان ضحية تغرير ويؤدي بعضهم الثمن اليوم من حريتهم ومستقبلهم. وكالعادة لا يفلح “الشيوخ” إلا في تشكيل لجنة تضامن وتدبيج بيان التأسيس وبرمجة الأيام الفارغة من الحضور ورفع شعار “فري كلشي” لأنه البضاعة الكاسدة الوحيدة التي تحسن المقاولة الحقوقية إنتاجها وتسويقها.
مرة أخرى يصنع المغرب الحدث الدولي ويؤكد أن مؤسسته الأمنية من أكثر المؤسسات الدولية خبرة في المقاربة الوقائية والاستباقية لمواجهة الإرهاب. المناسبة هذه المرة تمثلت في توقيف الشرطة الهولندية لقاصر في مدينة سيتارد جنوب هولندا للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف والراديكالية. وتتمة الخبر أن العملية تمت بتبادل مبكر لمعلومات من المخابرات المغربية مع نظيرتها الهولندية مكنت من إجهاض هذه العملية الإرهابية التي كان يمكن أن تكون لها أضرار على هولندا وتنعش من معنويات التنظيمات الإرهابية في العالم كله الذي لم تتوقف خلاياه النائمة ولم يتم التخلص من خطرها الإرهابي بعد. هذا التعاون الأمني المغربي الهولندي، وهذا التزويد بمعلومة كان موضوع بلاغ الشرطة الهولندية التي أكدت بأن تحديد هوية المشتبه فيه تم بفضل المعطيات التي وفرتها الأجهزة المغربية. وهذه الخدمة ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أن الخطر الإرهابي لم يتوقف ولم يجتث من جذوره.
بمثل هذا النوع من الخدمات تكتسب المؤسسة الأمنية مكانتها وجاذبيتها، وقد كان تجديد عضوية حموشي في المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية شهادة أخرى لهذه المؤسسة الأمنية ولمسؤولها الذي صار مرجعا في مجال تخصصه ويحظى تدبيره بعلامة الجودة الكاملة ولذلك كان الحرص على الإبقاء عليه في هذه المؤسسة التي تعتبر الذراع العلمي والتعليمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، وفي هذا المجلس الذي يعتبر أعلى هيئة تقريرية تتولى رسم السياسة العامة للجامعة والإشراف على شؤونها العلمية والإدارية والمالية، واتخاذ القرارات التي تكفل التحقيق الأمثل لأهدافها في مجال التدريب والتكوين الشرطي وسائر العلوم الأمنية والتقنية.
قطار مغرب الانتصارات يراكم النصر بعد النصر ولا يوقف مسيرته أحد لأن سائقه ملك خبر كل منعرجات الطريق ومحاط بشعب عقد العزم على أن مستقبله لا يقبل إلا ربح التحديات مهما عاندت منعرجاتها.
موعدنا بوح قادم.