الجزائر تبدي انفتاحاً لافتاً على “وساطة دولية” لطي ملف الصحراء المغربية
في خطوة لكسر الجمود الدبلوماسي .. عطاف يفتح ثغرة في جدار الصمت و الجزائر تبدي انفتاحاً لافتاً على “وساطة دولية” لطي ملف الصحراء المغربية وإنهاء الخلاف مع الرباط
شوف تيفي
طارق عطا
في تطور لافت قد يمهد الطريق لإنهاء حالة القطيعة المستمرة بين الجارين، أبدت الجزائر، على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف، مرونة دبلوماسية جديدة بإعلانها الاستعداد الكامل لدعم أي مبادرات وساطة جادة تهدف إلى طي صفحة نزاع الصحراء المغربية المستمر منذ عقود، والوصول إلى حل نهائي للأزمة التي تعصف بالعلاقات المغاربية.
ولوحِظ في تصريحات عطاف تجاوز رئيس الدبلوماسية الجزائرية لغة التصعيد المعتادة، مؤكداً في مؤتمر صحفي، يوم أمس الثلاثاء، أن بلاده “لن تبخل بتقديم دعمها” لأي مساعٍ حميدة لتقريب وجهات النظر، شريطة أن تظل هذه التحركات تحت المظلة الأممية.
وقرأ مراقبون دوليون ومحللون سياسيون في تصريحات عطاف تحولاً في النبرة الرسمية، حيث تم التركيز على “ثوابت الحل العادل والدائم والنهائي”، وهو هدف يتقاطع في خطوطه العريضة مع مقترح الحكم الذاتي، ومع الرغبة الإقليمية والدولية في إغلاق هذا الملف الذي استنزف مقدرات المنطقة، وأدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والرباط منذ عام 2021.
ورغم تمسك الوزير الجزائري بالسردية التقليدية لبلاده حول “الإطار الأممي” وتفسيره لقرارات مجلس الأمن، إلا أن إعلانه الصريح عن قبول مبدأ “الوساطة” يفتح ثغرة في جدار الصمت. ويأتي هذا في وقت يحظى فيه المقترح المغربي للحكم الذاتي بإشادة دولية متزايدة باعتباره حلاً واقعياً وذا مصداقية، والإطار الأوحد لحل المشكل.
وفيما يبدو محاولة لإبقاء الباب موارباً أمام الحلول السياسية، تجنب عطاف الرفض المطلق للديناميكية الحالية، مكتفياً بالإشارة إلى ضرورة ترك المجال مفتوحاً أمام الشرعية الدولية، وهو ما يمكن تفسيره دبلوماسياً بأنه دعوة للجلوس إلى الطاولة والبحث عن صيغ توافقية ترضي جميع الأطراف وتنهي النزاع المفتعل.
وتأتي هذه التصريحات عقب صدور قرار مجلس الأمن رقم 2797 وتجديد ولاية “المينورسو”، وهو القرار الذي رحب به المغرب باعتباره انتصاراً تاريخياً يضفي الشرعية الدولية على كافة ترابه وأقاليمه بقوة الانتماء والتاريخ.
وبالرغم من الوضع الحرج الذي تعيشه الدبلوماسية الجزائرية، إلا أن إبداء عطاف استعداد بلاده للانخراط في جهود الوساطة قد يُلتقط كإشارة إيجابية نحو رغبة ضمنية في تبريد الأجواء، وربما البحث عن مخارج تحفظ ماء الوجه للنظام الجزائري وتُعيد ترتيب البيت المغاربي.
المصدر: شوف تي في